إن عشت في قربك يوما .. بألف عام يومك يحسب
رحمك الله ياأستاذي وصديقي وأخي الكبير. ونرجو أن يُنزِّل الله على قلوب محبيك الصبر والسلوان يانهر العطاء المتدفق .
طبت حيا وميتا.. وإن كان من هو مثلك أبدا أبدا لا يموت!
فكيف من بخلقك يموت ، وكيف من بعلمك يموت؟!
وكيف من كان بنقاءك النادر يموت؟!
وكيف من كان بكرمك الإنساني الغير محدود .. يموت؟!
طبت يا أبا خديجة ، ودُمت لنا ولأجيال تأتي بعدنا بتراثك العلمي المنشور والمخطوط والشفاهي المحفور في قلوب وعقول كل من سمعك أو رآك .. زميلا أو صديقا أو قريبا أو حتى جمعه بك لقاء عابر .
طبت يا من واراك التراب ، يا من أصبحت مدرسة بلا أي مُبالغة ، ورمز ومثال يحتذى به كل من يريد أن يضع لبنه في مجالنا البحثي .
طبت يارمز التحدي والصمود ، فأنت قصة صمود ، وفرض للذات ، والعلم والفكر ، والرؤى ، ومن قبلهم الإحترام على مجتمع لا يعرف الإستقلال ، ولا يعترف غير بالتبعية لشئ .. لفكر .. لجماعة .. أو مكان.
طبت .. ياقدوة لي ولمن قبلي ولمن بعدي من الباحثين .
طبت يا أبا خديجة ، طبت يا أبا خديجة .. وأعاننا الله على تحمل الفراغ الفكري ، والمعرفي ، والإنساني الذي حدث برحيلك المكاني .. رحلت عنا بجسدك ولكن لم ولن يرحل أبدا المعنى والقيمة والأثر والإنسان.
آمنت بالإنسان دائما ، وكان لسان حالك ( ادفع بالتي هي أحسن) فكان الإستفتاء على الإنسان في جنازتك خير دليل ، التف حولك الجميع من كافة التيارات والتوجهات والأفكار ، الجميع وجد نفسه بلا حسام تمام حتى من اختلف معك وكان في صدره أي شيء نحوك سواء أكان تنافس علمي أو مهني أو عجز عن أن يكون مثلك ، خرجت دموعه الصادقة تودعك.. بكاك الجميع بكاء صدق منذ أن عرف نبأ وفاتك ، بكاك الجميع ولأول مرة أشهد أن يبكي بحرقة غالب المصلين أثناء صلاة الفريضة ومرورا بصلاة الجنازة ثم تشيعك ودفنك بعد ذلك .
بكوا لفراقك وفقدانك ، بكوا ندماً على القيمة التي تغافلوا عنها في حياتها ، ولم يسمحوا أن يعطوها حقها الذي تستحقه بالكامل أو حتى ربع ما تستحق.
بكوا على تكالبهم على أمور تافهه ، حاربوك من أجلها كثيرا ، بكوا على مناصب جاهدوا من أجلها بكافة الأساليب غير المشروعة ولا الإنسانية ، بكوا لأنهم حالوا ألاَّ تكون في المكان الذي تستحق ، فبوجود العملاق في مكان يَسُهل على الجميع أن يعرفوا الأقزام كنت عملاقا حاربك أقزام حرصاً على ألا يعرف الناس أنهم أقزام .. وتعاليت في عزة وكبرياء عن تصرفاتهم وتركتهم وما يفعلون .
بكوا لأنهم أيقنوا أنهم عندما يموتون لن يلتف حولهم أحد مثلما التف الجميع حولك في مرضك وأيضاً في جنازتك .
محبة الخلق من محبة الله وليست لسلطة أو لمنصب أو لنفوذ .
حسام تمام الإسكندراني الأول الذي عرفته وصادقته وتآخيت معه من قبل حتى أن نلتقي. دون أي مصلحة من الطرفين .. غير الحب في الله ، والإيمان المطلق لدينا أنه يمكن أن يجتمع إثنان دون أي مصلحة أو فائدة أو عائد .. رحمك الله وأعاننا على فراقك .
أخي وصديقي وأستاذي حسام أعجزتني الكلمات ، وشُلت أفكاري بمرارة الفراق .. فاعذرني فما يكفيك من الكلمات ولا اللغات ما يجب أن أكتبه لك أو عنك ،·ولكن اعلم أني على عهدنا ماض .
شرفت بقرائتك ، وبمعرفتك ، وبقربك ، وبصداقتك ، وبنقاشاتنا سويا وبالعمل معك.
فيارب ..
أنزل علينا سكينة من عندك وصبراً لا ينفذ على فراق حسام ، واجمعنا به في دار الحق مع الصديقين والشهداء والصالحين من خلقك يالله .
مصطفي زغلول
روابط احاديث حسام تمام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق