إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 30 سبتمبر 2011

بالمستندات.. غرفة عمليات لتهريب أموال مبارك بعد الثورة

بالمستندات.. غرفة عمليات لتهريب أموال مبارك بعد الثورة
الجمعة 30 سبتمبر 2011   11:00:18 ص



فضيحة مدوية تكشف أكاذيب المخلوع وابنائه .. فضيحة تكشف بالمستندات تهريب المخلوع امواله الى الخارج فى حسابات سرية بعد ثورة 25 يناير.

فقد ظهرت مستندات تدين نجلى الرئيس المخلوع حسني مبارك بعمل غرفة عمليات لتهريب الأموال للخارج علي يد رموز النظام السابق، وذلك في إطار المحاولات المستمرة من المصريين لاسترداد الأموال التي تم تهريبها للخارج.


وعرض برنامج "لازم نفهم" علي فضائية ( سى بي سي ) مساء أمس عددا من المستندات المحفوظة في السجلات البريطانية تفيد بأن جمال مبارك يملك شركة للاستثمارات المالية مؤسسة في لندن وبخط يده يقر بأنه يعمل مديرا للشركة.

وأفادت المستندات أن وليد كابا رجل الأعمال وشريك جمال مبارك في إحدي الشركات المتواجدة في لندن قام بتغيير مواعيد تسليم ميزانية الشركة في أعقاب ثورة الخامس والعشرين من يناير وسحب أموال تتجاوز قيمتها مليوني جنيه وإخفاء ملايين الدولارات في حسابات سرية في بنوك أجنبية تقع في قبرص وجزر كايمان والعذارا البريطانية بحسب المستندات.

وأشارت المستندات إلى أن نجلي مبارك ورجل الأعمال السوري وليد كابا يملكان نسبة 35 % من شركة هيرمس القابضة للاستثمار في لندن ويتم تهريب الأموال من خلال هذه الشركة، حيث تنتقل من شركة هيرمس إلي شركة بليون المتواجدة في قبرص بصورة أرباح عن حصتها ثم الانتقال لحساب جمال مبارك في البنك الأهلي المصري أو حسابات سرية في الخارج وأيضا الانتقال إلي شركة "ميد إنفست." بهدف صعوبة تتبعها

وأكدت المستندات علي أن شركة هيرمس للاستثمار والتي يمتلك فيها جمال مبارك نسبة 35% حصلت علي نسبة أرباح 418 مليار جنيه عن أرباح 5 سنوات، واعترفت الشركة في إحدي ميرانيتها بأن الاستثمارات التي حققتها كان جراء النفوذ السياسى لجمال مبارك.

وظهر مستند يفيد بأن جمال مبارك قدم طلبا لإدارة شركة هيرمس يطلب فيه تغيير اسم عائلته من "الملبارك إلى مبارك" بعد أن تم إدراجها بالخطأ في الأوراق الرسمية.

وعلق عبد الخالق فاروق الخبير الاقتصادي علي هذه المستندات بأن السبب وراء ذلك أنه يوجد العديد من الآليات التي تمثلت دعم بعض الأمراء العرب والشخصيات العربية لنجلي الرئيس وأيضا عدد الشركات الكبير التي كان يمتلكها كل من جمال وعلاء وأيضا تعدد الحسابات المصرفية لهم، حيث إن جمال مبارك لديه 25 حسابا مصرفيا دوليا.


وائل غنيم .. أنا قلت للمشير شكلك احلي في البدلة العسكرية

وائل غنيم .. مفجر وملهم ثورة 25 يناير للبشاير:
 أنا قلت للمشير شكلك احلي في البدلة العسكرية
الجمعة 30 سبتمبر 2011   5:20:34 م







انا قلت للمشير شكلك بالبدلة العسكرية احلي من البدلة المدنية" بهذه الكلمة الواضحة عبر الناشط وائل غنيم عن رفضه لما قام به البعض من ترشيح المشير محمد حسين طنطاوي لمنصب رئيس الجمهورية عقب ظهروه في ميدان التحرير منذ عدة ايام بالبدلة المدنية.

وطالب غنيم المتظاهرين في تصريحات حصرية للبشاير بعدم التصعيد دون التشاور بين كافة القوي الوطنية والاتفاق علي اليات محددة وواضحة للعمل حتي لا يندس بين المتظاهرين من يريدون الإساءة للثورة

وكان وائل دخل الميدان من ناحية كوبري قصر النيل بصحبة عدد من أصدقائه ليلتف حوله أعداد كبيرة من الموجودين في الميدان .

الأربعاء، 28 سبتمبر 2011

معاني المصطلحات السياسية في مصر بعض ثورة 25 يناير 2011

معاني المصطلحات السياسية في مصر بعض ثورة 25 يناير 2011
 

الإشتراكية : أن يكون عندك بقرتين تدي واحدة لجارك

 الشيوعية : أن يكون عندك بقرتين فتأخذ الحكومة الأثنين و تديك شوية لبن


الفاشية : أن يكون عندك بقرتين فتأخذ الحكومة الأثنين و تبيعلك شوية لبن


النازية : أن يكون عندك بقرتين فتأخذ الحكومة الأثنين و تعدمك


الاسلامية : يكون عندك بقرتين تحلبهم وتشرب وتطلع الفائض صدقه

البيروقراطية : أن يكون عندك بقرتين فتأخذ الحكومة الأثنين و تقتل واحدة و تحلب التانية

وتدلق اللبن على الأرض

الرأسمالية : أن يكون عندك بقرتين فتبيع واحدة و تشتري ثور و بكده ينموا القطيع وتقوم بايعه و تتقاعد معتمد على الدخل

الليبرالية : تكون عندك بقرتين ممكن واحده تحلبها والتانيه تتجوزها

السياسه الأمريكية : أن يكون عندك بقرتين فتبيع واحدة و تجبر التانية انها تديك لبن أربع بقرات و بعد كده تأجر خبير استشاري يفهمك هي البقرة ماتت ليه ؟

السياسة الفرنسية : أن يكون عندك بقرتين فتعمل إضراب علشان عاوز واحدة تالته

السياسة اليابانية : أن يكون عندك بقرتين فتعيد تصميمهم جينياً بحيث يبقى حجم

البقرتين يساوي ضعف البقرة العادية مع مضاعفة إنتاجها اللبن خمس مرات

و تبتكر شخصية كرتونية و تسميها ( كاو كوزوني ) و تسوقها في العالم كله
السياسة الالمانية : أن يكون عندك بقرتين تعالجهم وراثيا وصحيا

بحيث تعيش الواحدة 150 سنة و تحلب نفسها و تاكل مرة واحدة كل شهرين

السياسة الأيطالية : أن يكون عندك بقرتين و أنت أصلاً ماتعرفش هما فين فتبطل تدور عليهم علشان ده وقت البريك بتاع الغدا

السياسة الروسية : أن يكون عندك بقرتين فتيجي تعدهم تلاقيهم خمس بقرات , تعد تاني تلاقي العدد اتنين و اربعين تعد من جديد تلاقي العدد رجع اتنين تبطل عد و تفتح قزازة فودكا تانية
السياسة السويسرية : أن يكون عندك متين ألف بقرة ولا واحدة منهم بتاعتك و تاخد فلوس من اصحابهم نظير الأحتفاظ بيهم
السياسة الصينية : أن يكون عندك بقرتين و في تلتميت واحد بيحلبوهم فتقوم ناشر خبر في الجريدة الرسمية عن إنعدام البطالة و تقدم صناعة الألبان و تعتقل أي صحفي يحاول نشر الأرقام الصحيحة مع تربية بقر رخيص الثمن وتوريده للشرق الاوسط
السياسة البريطانية : أن يكون عندك بقرتين مجنونتين
السياسة الهندية : أن يكون عندك بقرتين و تعبدهم

وأخيرا
 إنها السياسه المصريه
السياسة المصرية : أن يكون عندك شوية بقر عايزين مصر

ترجع لعهد الظلم والديكتاتوريه تانى
عذرا أصبحت الحياه كلها بقر في بقر .... وعجبي

أسامة رشدي: الحركة الإسلاميَّة مطالَبة بالتطوير قبل الانخراط السريع في العمل السياسي .. رؤية نقدية تصحيحية

رؤية نقدية تصحيحية

أسامة رشدي: الحركة الإسلاميَّة مطالَبة بالتطوير قبل الانخراط السريع في العمل السياسي


حوار/ عبد الرحمن أبو عوف
استبعد أسامة رشدي القيادي السابق في الجماعة الإسلاميَّة ورئيس جبهة إنقاذ مصر وجود أيَّة مخططات للعودة لصفوف الجماعة الإسلاميَّة مجددًا, مشددًا على أنَّ 13 عامًا من العمل المستقل فرضت عددًا من الالتزامات والصلات, تجعل هذه العودة أو الارتباط التنظيمي بجماعة دينيَّة أو سياسيَّة أمرًا شديد الصعوبة.
ورغم ذلك لم ينفِ رشدي في حواره مع موقع "الإسلام اليوم" وجود صلات وثيقة مع أغلب قيادات ورموز الجماعة الإسلاميَّة, مدللًا على ذلك بقيام شخصيات قياديَّة منها بإجراء اتصالات هاتفيَّة معه لتهنئته بالعودة, بل وحرصها على دعوته لحضور حفل تدشين حزب البناء والتنميَّة، وهو ما رحَّب به وأيَّده.
ومع هذا لا يُخفي قلقله من انخراط التيارات الإسلاميَّة بشكلٍ سريع في الحياة السياسيَّة, خصوصًا أنها مطالبة بتطوير رؤاها السياسيَّة, وحسم الجدل حول عددٍ من القضايا الملِحَّة؛ مثل موقفها من الأقباط, والمرأة, وغيرها, قبل الانخراط بهذا المعدل السريع في العمل السياسي وتحمل تبعات ذلك.
ونفى رشدي وجود أي علاقة لجبهة إنقاذ مصر برموز أقباط المهجر وإن كان لا ينفي ارتباطه برموز قبطيَّة في الخارج تحمل أجندة وطنيَّة, مشيرًا إلى أن وجود الجبهة في الخارج لم يترتبْ عليه تبني مواقف تخالف قناعات أعضائها الدينيَّة والوطنيَّة.
قضايا عديدة تناولها الحوار مع رشدي سنتناولها بالتفصيل في السطور التالية..

تعد قضية خروجك من الجماعة الإسلاميَّة من المحطات الصعبة في حياتك خصوصًا أنها تزامنت مع انتقادات شديدة لمسلكك؟
حينما غادرتُ الجماعة الإسلاميَّة لم يكن هذا تخليًا عن المسئوليَّة، لا سيَّما أنه جاء بعد أن رست سفينة الجماعة لبرّ الأمان عام 1997، وتَمَّ تأييد مبادرة وقف العنف حسمت التباينات بيني وبين القيادي البارز بالجماعة رفاعي أحمد طه، وإعلان الجماعة عدم وجود علاقة لها بأحداث الأقصر، بل وتأكيدها أن تورُّط بعض الأفراد فيها جاء من تلقاء أنفسهم، وهو الأمر الذي تناقض مع إعلان بعض قيادات بالخارج مسئوليتهم عن العمليَّة بشكلٍ أثار اللغط حول مصير مبادرة وقف العنف، بل إن البعض قد حاولوا استغلال هذه الحادثة للتأكيد على تراجع الجماعة عن مبادراتها، بل واتَّهموها بخداع الرأي العام، وهو ما يعدُّ مخالفًا للمنطلقات الشرعيَّة للجماعة الإسلاميَّة؛ كونها تحظر القيام بمجازر جماعيَّة في صفوف الآمنين، وقد رفضت مساعي أخي رفاعي لاستخدام هذه المجزرة في إطار الصراع السياسي مع نظام مبارك، بل وتسويق المعركة وإعطائها أبعادًا عالميَّة تضرُّ الجماعة، وهو ما دَعَا بعض الجماعات لسحب تفويضها للشيخ رفاعي، وتعيين الأخ مصطفى حمزة رئيسًا للجناح العسكري للجماعة.
طابع عالمي
ولكن هذا التغيير زاد من التوتر داخل مجلس شورى الجماعة، وفاقم من الخلافات بينك وبين رفاعي طه
لا شك أن التوافق على دعم مبادرة وقف العنف كان يحظى بإجماع بين قيادات ورموز الجماعة، بل إنهم أعلنوا تمسكهم بالمبادرة بعد عملية الأقصر، غير أن توقيع الأخ رفاعي طه على انضمام الجماعة الإسلاميَّة للجبهة العالميَّة لقتال الصليبيين واليهود أضرَّ الجماعة بشدة، وأدخلها في مواجهة صعبة مع القوى الدوليَّة، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، بل أنه بمسلكه هذا قد حاول تكريس اختطاف الجماعة الإسلاميَّة من قِبل الجبهة بشكلٍ يخالف منطلقات الجماعة الإسلاميَّة، ورغم نفي طه لانضمام الجماعة للجبهة إلا أن التوتر استمرَّ بيني وبينه، حتى سعى البعض لفضّ الاشتباك بيننا عبر طرح خروجنا سويًّا من مجلس شورى الجماعة.
ولكن هل أجبرت على الاستقالة من مجلس شورى الجماعة تحت وطأة وجود خلافات شديدة بينك وبين رفاعي طه؟
لم أجبر على الاستقالة، بل كنت حريصًا على توفير بيئة ملائمة للعمل داخل مجلس الشورى، لا سيَّما أنه كان يواجه ملفاتٍ شديدة الصعوبة، ومنها العمل على إيجاد تسوية لمشكلة وجود عشرات الآلاف من كوادرها رهن الاعتقال وأحكام الإعدام؛ حيث كنت أشعر بمأساة حرمانهم وأسرهم وذويهم من حريتهم، ونظرًا لتصاعد حدة التباينات طُرح مقترحٌ بخروجي أنا وأخي رفاعي طه من مجلس الشورى، وهو ما تحقَّق بالفعل دون الإساءة لأحد.
لكن رفاعي طه أصدر بيانًا تنصَّل من خلاله من وجود أي صلات بين الجبهة والجماعة الإسلاميَّة
لقد مورِسَت ضغوط شديدة على الشيخ رفاعي لسحب توقيعه باسم الجماعة الإسلاميَّة على الانضمام للجبهة العالميَّة لقتال الصليبيين واليهود؛ حيث فوجئت بتضمين اسمي ضمن بيان لإدانة الغارات الأمريكيَّة على العراق، رغم أنني لم أوقعْ على هذا البيان، وقد طالبنا الجبهة بنفي أي علاقة للجماعة الإسلاميَّة به إلا إنهم ماطلوا في الاستجابة، حتى تَمَّت مطالبة الأخ رفاعي بإصدار بيانٍ نُشر على موقع المرابطون في عدة صفحات ينفي انضمام الجماعة للجبهة، وينفي استشارته لمجلس شورى الجماعة قبل هذا الإعلان.
ضرر بالغ
برأيك ما الذي دفع رفاعي طه لتبنِّي مسلك إقحام الجماعة في الانخراط في الجبهة رغم خطورة ذلك على مسارها؟
ربما يكون وجود رفاعي في أفغانستان والواقع الذي كان يعيش فيه هو من فرض عليه هذا الأمر وأثَّر في توجهاته، خصوصًا بعد 11سبتمبر، وبحسب ما قيل، وطبقًا للمعلومات التي عَثَر عليها الأمريكيون بعد فحصهم لجهاز لاب توب قد يكون خاصًّا به، عُثرَ على وثائق تتبنَّى محاولات لإفشال مبادرة وقف العنف، بل وجرّ الجماعة لمواجهة عالميَّة مع الولايات المتحدة، رغم أن هذا الأمر لا يعدّ من أهداف الجماعة الإسلاميَّة، بل وأضرَّ بالجماعة ضررًا بالغًا بعد عمليتي تفجير السفارة الأمريكيَّة في نيروبي ودار السلام.
تتحدث عن وجود اختلافات عديدة بين الجماعة والقاعدة رغم الاقتراب الإيديولوجي بين الطرفين
لم تكن هناك أي علاقات قويَّة بالقاعدة، بل على العكس، كانت القاعدة لا تخفي عداءَها للجماعة، بل ووصل الأمر لتكفيرها بواسطة مفكِّري التنظيم، بل شنَّ منظِّرو التنظيم، ومنهم د. سيد إمام، هجومًا شرِسًا على مراجعات الجماعة الإسلاميَّة، وبذلوا الغالي والنفيس من أجل إفشالها، بل وتحدَّثوا عن عمالة للنظام المصري البائد.
تطورات دوليَّة
على ذكر النظام المصري مَن يدَّعي أن تعاطي النظام المصري المخلوع الإيجابي مع مبادرة وقف العنف كان هدفه تمهيد الساحة لنجل الرئيس للوصول للسلطة بسهولة وهدوء؟
لا أدعم هذا الطرح؛ فالجماعة الإسلاميَّة -ومنذ وفترة ليست بالقصيرة- خرجت من ساحة التأثير؛ خصوصًا على الساحة السياسيَّة، ولم تكن قادرةً على التصدي لهذا السيناريو أو تأييده، وإنما فرضته تطورات خارجيَّة وضغوط أمريكيَّة، خصوصًا مع وقوع أحداث سبتمبر وتوتر العلاقات المصريَّة الأمريكيَّة في عهد بوش الابن.
استقالتك من الجماعة وغيابك عن مصر لسنوات طويلة لم يبّدد الجفوة مع قيادات الجماعة لدرجة أن أحدًا من رموزها لم يخرجْ لاستقبالك في المطار
علاقتي بجميع الإخوة في الجماعة الإسلاميَّة طيِّبة؛ حيث لم أدخل في أي صراع مع أحد، ولم أحمل ضغينة لأحد، وهو ما حافظ على علاقات وديَّة مع الجميع، حتى مع من اختلفت معهم داخل الجماعة، وأنا عمومًا أُحسن الظنَّ بجميع أخوتي، فربما حالت ظروفهم الشخصية دون الحضور للمطار، غير أن أغلب أعضاء مجلس شورى الجماعة وفي مقدِّمتهم د. عصام دربالة والشيخ عبود ود. طارق الزمر وعاصم عبد الماجد وغيرهم اتصلوا لتهنئتي بسلامة العودة، وهو ما كان محطّ تقدير كبير بالنسبة لي؛ حيث أكّدت هذه الاتصالات أن الودّ والحميميَّة ما زال يحكم علاقتي بالجماعة التي حرصت على دعوتي فور العودة لحضور إعلان تدشين حزب البناء والتنمية الخاص بالجماعة.
ولكن ألا تتيح هذه الحميمية الفرصة لعودتك للجماعة مرة أخرى لممارسة دورها، خصوصًا أن الجماعة أعلنت عن خوضها العمل السياسي وتأسيس حزب سياسي؟
لقد ترتب على مغادرتي الجماعة وانخراطي في العمل السياسي كمستقلّ لمدة 13 عامًا التزاماتٌ وصلاتٌ مع جهات عديدة، وصارت هذه الالتزامات قيودًا على تبنِّيك وجهة نظر جماعة أو تيار سياسي أو ديني، لذا فأنا حريص على الوقوف على مسافة واحدة مع جميع القوى السياسيَّة، إسلاميَّةً كانت أم ليبراليَّة، لذا فليس لديَّ أي تخطيط للعودة للجماعة، رغم اهتمامي بشئونها ورغبتي في متابعة جميع أنشطتها، مع أن لديَّ تحفظًا على سرعة انخراط التيارات الإسلاميَّة في العمل السياسي، خصوصًا أنها مطالبة بتطوير راؤها السياسيَّة وحسم الجدل حول عدد من القضايا الملحَّة قبل الانخراط بهذا المعدَّل السريع.
لكنك أبديتَ تأييدًا لمساعي الجماعة لتشكيل حزب سياسي، فكيف تعترض رغم ذلك على انخراطها في الساحة السياسيَّة؟
بالفعل أيَّدت هذا الأمر باعتباره خطوةً في الطريق الصحيح، لكنه يتطلَّب حسم مواقف عديدة، منها الموقف من الأقباط والمرأة وغيرها، والتوجه بخطاب لا لبسَ فيه للرأي العام حتى في مسائل شديدة الأهميَّة، كقضايا الجهاد والحسبة والخروج على الحاكم وغيرها؛ لتبديد أيّ مخاوف لدى الرأي العام من الجماعة الإسلاميَّة.
خلال السنوات الماضية أُثير لغط كبير حول صلات جبهة إنقاذ مصر التي ترأسها، منها صلاتك مع رموز من أقباط المهجر؟
لم تكن لي أي صلات مع أقباط المهجر، وخصوصًا مع رامي لكح ومايكل منير، ولم تكن هناك أي صلات تنظيميَّة أو مشاريع مشتركة معهما، وربما كانت صلاتي بأحد رموز الأقباط في المهجر كانت بحكم شغلي منصب نائب رئيس الاتحاد المصري في أوروبا الذي كان يترأسه د. حلمي جرجس رئيس منظمة أقباط المملكة المتحدة، وهو شخصيَّة وطنيَّة معتدلة تحبِّذ الحوار لا المواجهة لتسوية أي مشاكل للأقباط في مصر، بل إن جميع من انضَوَوْا تحت لافتة الجبهة كانوا يعملون وفق مشروع وطني خالٍ من أي نزعات طائفيَّة أو أجندات خارجيَّة.
لكن هناك اتهاماتٍ وجّهت للجبهة لتبنِّي مواقف مهادنة للغرب، منها الموقف من احتلال العراق وغيرها سعيًا لتسويق نفسها دوليًّا؟
جميع مواقف الجبهة ثابتة ومنشورة، سواء تجاه احتلال العراق والإجرام الصهيوني في حربي لبنان وغزة، بل إن الجبهة لعبت دورًا في المظاهرات المندِّدة بالإرهاب الصهيوني ضدّ الشعبين الفلسطيني واللبناني، بل إننا دفعنا ثمنًا لهذه المواقف، وبالتالي فنحن لم نهادنْ، ونتبنى مواقف ليِّنة؛ سعيًا لاستمرار الدعم الغربي لوجودنا في الخارج.
من الحاضر نعود للماضي البعيد نسبيًّا، حيث ارتبطتَ خلال وجودك في مصر بعلاقات وثيقة مع وزير الداخلية الأسبق عبد الحليم موسى، مما أسهم في وجود حالة جفاء مع زكي بدر فهل تشرح لنا طبيعة هذه العلاقة؟
خلال السنوات الأخيرة من ثمانينات القرن الماضي كان موسى محافظًا لأسيوط بعد انتهاء خدمته بجهاز مباحث أمن الدولة، وخلال هذه الفترة كان هناك صراع خفيّ بينه وبين وزير الداخليَّة حينذاك زكي بدر، وخلال شهر ديسمبر عام 1989 صدر قرار من رئيس جامعة أسيوط بفصل جميع الطالبات المنتقبات في كلية طب أسيوط من المدينة الجامعيَّة، وهو ما كانت له تداعياتٌ خطيرة جدًّا في ظلّ الأوضاع الخاصة جدًّا للفتيات في صعيد مصر، وعدم اطمئنان ذويهم على وجودها خارج المدينة الجامعيَّة، المهم أن قرار الفصل صدَرَ وتَمَّ البدء في تنفيذه، وهو ما قوبل باعتراضاتٍ كبيرة وتنظيم اعتصام في مقرّ مستشفى أسيوط الجامعي، والذي يعدُّ من أكبر المستشفيات الجامعيَّة في مصر.
فضّ الاعتصام
بعد تنظيم الاعتصام كيف سارت الأحداث وما طبيعة التعاطي الحكومي معها؟
تدهورت الأوضاع وتَمَّ منع الأطباء من دخول المستشفى، وكان الوضع شديد الصعوبة مع وجود مساعٍ من أجهزة الأمن لاقتحام المستشفى، غير أنني تدخَّلت وعبر اتصالات مع اللواء موسى لتسوية الأزمة عبر فضّ الاعتصام، مقابل إلغاء قرار فصل الطالبات، ونجحنا في إنقاذ أسيوط من مذبحة، وهو ما أغضب وزير الداخليَّة زكي بدر، والذي كان راغبًا في تفجير الوضع.
ولكن ماذا كان رد فعل وزير الداخليَّة زكي بدر على دورك في تسوية الأزمة؟
فوجئتُ بصدور أمر باعتقالي لعدة أيام ونقلي للقاهرة، وتم تأنيبي على دوري في تطويق الأزمة وتم توجيه أسئلة من عينة ما هي طبيعة علاقتك بوزير الداخليَّة عبد الحليم موسى، وأجبتُ بأن علاقتي به طبيعية، وقد أثار اعتقالي استياء اللواء موسى الذي تقابلتُ معه على هامش تشييع جنازة في أحد مقابر أسيوط؛ حيث أبدى غضبه الشديد واستهزَأَ بشدة من مسلك بدر، وخلال مدة قصيرة توثَّقَت الصلة بيني وبينه لدى تدخُّلي ومحاولتي حلّ مشاكل معقدة في محافظة أسيوط، وهو ما تكرَّر من قِبل أمين عام الحزب الوطني بأسيوط محمد عبد المحسن صالح الذي استدعاني للاطِّلاع على ما جرى معي بمقرّ وزارة الداخليَّة.
قصتك تشير لخلافات شديدة ومواقف عدائيَّة بين زكي بدر وعبد الحليم موسى فهل تطلعنا على أسرار هذه العلاقة؟
لقد وقعت وقائع في قسم الخليفة، حيث وجّهت اتهامات لابن عم اللواء موسى -وكان يدعى موسى- بحيازة مخدرات والاتجار بها في قرية بطا بالقليوبية، حيث لم تكتفِ قوات الداخليَّة باعتقاله، وهو ما اعترض عليه أبناؤه، ولكنهم -وبتعليمات من بدر- بادروا بتصفيتهم انتقامًا من اللواء موسى، حيث كان بدر لا يجد أي مشكلة في سفك الدماء لدرجة دفعت موسى للتهكم على سياسته أثناء شغله منصب محافظ أسيوط بالقول: "إذا كان بدر ورجاله يريدون حرق البلاد فليقولوا لنا حتى نحرقها معهم".
وهو نهج يوضِّح كيف استعان نظام مبارك بالسفاحين ومصاصي الدماء وقادة التشكيلات العصابيَّة البلطجيَّة للتخلص من الإسلاميين والمعارضة.
كأنك تحاول الإشارة لتمتع موسى بشخصيَّة مخالفة لبدر رغم أن وجوده على سدة وزارة الداخليَّة شهد عمليات دمويَّة بمعدل حتى أكبر من بدر؟
لقد وصل موسى لسدة الوزارة بعد إقالة بدر، ولم يكن قد بدأ عملَه بعد، حتى تَمَّ توريطه في عمليات دمويَّة شديدة تورَّطَت فيها بشكلٍ متعمَّد مباحث أمن الدولة؛ حيث عملوا على إقحامه في شلال من الدماء، وقاموا بتصفية قيادات بارزة في الجماعة الإسلاميَّة، مما كرَّس نوعًا من الاحتقان في علاقة الدولة بالجماعة، وبدأت المواجهات الدمويَّة بين الطرفين، بل إن أجنحةً داخل أمن الدولة هي من عرقلتْ محاولة إعادة الهدوء لعلاقات الطرفين عبر لجنة حكماء قادها الشيخ الشعراوي بدعم من موسى، وشارك فيها الشيخ الغزالي والكاتب الصحفي فهمي هويدي لإجراء حوار مع الجماعة يُفضي للتهدئة ووقف حالة الاستهداف، ولكن هذه المحاولة لم يُكتبْ لها النجاح بفضل تحريض اليساريين على توجيه ضربات استباقيَّة للجماعة، وهو ما حظِيَ بدعم مبارك الراغب بقوة في توجيه ضربات قاتلة للجماعة تسوِّق نظامه أمام القوى الغربيَّة.. المهم الأمر انتهى بإقالة موسى وتلقِّيه نبأ إقالته من خلال الراديو.
دعم دولي
هل كان تفجير العنف وشلالات الدماء مقصودًا من قِبل النظام لتحقيق حزمة من الأهداف؟
بالفعل نظام مبارك لا يأبه بشلالات الدماء، وكان مستعدًّا لتحويل البلاد لساحة صراع دموي، بل إنه لم يجد حرَجًا خلال إدلائه بحوارات لجريدة الوطن الكويتيَّة للإيحاء بخطورة الأوضاع في مصر، وحاجته ليدٍ من حديد رغبةً في تأمين الدعم الدولي لاقتصادها المنهار، تحت زعم محاربته للإرهابيين، بل إنه استغلَّ توتُّر العلاقة مع الجماعة الإسلاميَّة لتمرير اتفاقٍ مُخزٍ مع صندوق النقد الدولي، عبر التلويح بإمكانيَّة سقوط مصر في براثن الإسلاميين والتعامل معهم كفزاعة للغرب.


الرابط

http://islamtoday.net/nawafeth/artshow-90-153215.htm

 


الجماعة الإسلامية بمصر ... الوجه الحقيقي.... كما عرفتها 15

الآن ملف الشيخ المجاهد
أبي طلال القاسمي رحمه الله المهندس طلعت فؤاد قاسم

وقائع اختطاف طلعت فؤاد قاسم


بقلم : أسامة رشدي
osama@savegyptfront.org
   
ذكر التليفزيون الدانماركي الأسبوع الماضي أن التحقيقات التي تجريها المحكمة العليا الإيطالية حول خطف الإمام المصري أسامة مصطفى حسن نصر "أبو عمر" من أحد شوارع ميلانو في فبراير 2003 بمعرفة الـ CIA والذي جرى تسليمه لمصر لاستجوابه، قادت إلى التوصل لعمليات اختطاف أخرى قامت بها الوكالة كعملية اختطاف المهندس طلعت فؤاد قاسم "أبو طلال" في سبتمبر 1995.

وللتذكير فإن عملية اختطاف المهندس طلعت فؤاد قاسم أحد قيادات الجماعة الإسلامية في مصر والذي كان حاصلا على حق اللجوء السياسي في الدنمارك، تمت في العاصمة الكرواتية زغرب التي وصلها بتأشيرة نظامية حصل عليها من سفارة كرواتيا في بروكسل على وثيقة سفره الدنماركية،  وقد منح التأشيرة بعد فترة انتظار دامت عدة أسابيع تمت فيها الموافقة على منحه تأشيرة الدخول من وزارة الخارجية الكرواتية، حيث جرى اعتقاله في نفس الليلة التي وصل فيها بمعرفة المخابرات العسكرية الكرواتية بأوامر من الـ CIA ، بينما كان يبيت في منزل طبيب عراقي يؤجر غرفة في منزله وكان جارا للمترجم الكرواتي من أصل فلسطيني الذي استقبل أبو طلال في المطار والذي كان يفترض أن يرافقه في رحلته القصيرة إلى كرواتيا والبوسنة حيث رتب له هذا المبيت، بعدما فشلوا في إيجاد غرفة في أحد الفنادق في تلك الليلة حيث كانت المدينة تشهد معرضا تجاريا أدى لازدحام الفنادق. حيث جرى نقله بعد ذلك إلى مصر التي تعرض فيها لتعذيب بشع أدى لوفاته.
لقد كان أبو طلال –رحمه الله- يعد كتابا عن مأساة البوسنة، وأراد نقل الحقيقة كما يعيشها أهل البوسنة يومها، وكانت رحلته مدتها عشرة أيام  حيث كان يحجز للعودة سريعا ترقبا لولادة زوجته، التي وضعت بالفعل بعد اختطافه بأيام طفله الرابع الذي أتم الآن عامه العاشر ولم يقدر له أن يرى أباه. ولا تزال عائلته تعيش في الدنمارك.

وبعد إنكار طويل ومزاعم ساقطة من النظام الكرواتي الذين زعموا في روايتهم الرسمية في حينه أنه جرى اعتقاله في أحد ساحات العاصمة بدون أوراق وأن المحكمة حكمت بإبعاده وأنه غادر لجهة غير معلومة .. هكذا يختطف الناس.
وبعد عدة سنوات قدم أرفع مسئول كرواتي اعترافا علنيا بخطف أبوطلال بإيعاز من المخابرات الأمريكية.
فقد اعترف منسق المخابرات الكرواتية "ميروسلاف توجمان"، ابن الرئيس الكرواتي الراحل فرانيو توجمان، والذي كان مسئولا عن جميع أجهزة المخابرات الكرواتية عندما احتدم الخلاف بينه وبين الأمريكان بعد رفض أمريكا تقديم وثائق لتبرئة الجنرال الكرواتي "أنتي جوتوفينا" الذي يعتبرونه بطلا قوميا في كرواتيا والمطلوب لمحكمة جرائم الحرب في لاهاي لجرائم تتعلق بتصفية عدد من الصرب أثناء عملية تحرير الجيب الكروات في كرايينا عام 95 -ولم يتم اعتقاله إلا في السابع من ديسمبر الجاري فقط-
فاتهم ابن الرئيس الكرواتي الراحل توجمان واشنطن في تصريحات نادرة تقلتها صحيفة الشرق الأوسط يوم 12 سبتمبر 2001 بأن واشنطن خرقت قرار حظر بيع الأسلحة لجمهوريات يوغوسلافيا السابقة والذي فرضه مجلس الأمن الدولي، وأنها هي من قدمت الأجهزة العسكرية المتطورة ومساعدات عسكرية لكرواتيا، بل وشارك بعض الضباط الأميركيين في معركة «العاصفة» عام 1995، عندما تمكن الكروات من تحرير أراضيهم في "كرايينا" من المتمردين الصرب. وعرض صورا لجنرالات أمريكيين كانوا يقفون بجانب المتهم الكرواتي الجنرال أنتي جوتوفينا أثناء معركة العاصفة هذه.

وقدم أيضا ابن الرئيس الكرواتي الراحل في اعتراف صريح "أن أجهزته قامت باعتقال المتهم المصري «أبو طلعت» ((وهو يقصد طلعت فؤاد قاسم)) احد قادة الجماعات الأصولية، عندما دخل كرواتيا متجها إلى البوسنة بجواز سفر دنماركي بناء على طلب من وكالة المخابرات الأميركية وتم تسليمه للسلطات المصرية بشكل سري، كتأكيد على العلاقة الجيدة بين الطرفين".
وهكذا كما تقول العرب "قطعت جهيزة قول كل خطيب"
وكانت المخابرات الدنماركية وغيرها على علم كامل بوقائع ما حدث ولكنهم تستروا عليه رغم أن أبو طلال يعد مواطنا لهم، وقد صرح مسئول سياسي رفيع المستوى لجريدة "POLITIKEN" الدنماركية بتاريخ 6 نوفمبر 1995 أن الـ FBI  سلمت طلعت فؤاد قاسم للمخابرات المصرية.
هكذا تكون الديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الإنسان عندما يتعلق الأمر بالمسلمين!!

وعن مسار عملية الاختطاف نقلت في حينه وكالة الأنباء الفرنسية أدق رواية للعملية،  ومصدر الدقة أن هذه المعلومات أرسلت لوكالة أنباء العالم الثالث في الدنمارك وهي الوكالة التي كان أبو طلال وقت اختطافه يحمل ضمن أوراقه عقداً معهم لنشر بعض موضوعات مجلة المرابطون على شبكة الانترنت فاختيار هذه الوكالة لتسريب الخبر من الكروات كان مقصودا.
فتقلت فرانس بريس عن وكالة "ثيرد وورلدبرس" الدنمركية ((وكالة أنباء العالم الثالث)): "أن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي  FBI“سلم مصر الناطق باسم "الجماعة الإسلامية" طلعت فؤاد قاسم الذي اختفى منذ أواسط سبتمبر الماضي لدى زيارته كرواتيا.
وأضافت الوكالة نقلاً عن مصادر متطابقة جديرة بالثقة أن طلعت قاسم "38سنة" الذي كان لاجئاً سياسياً في الدانمارك منذ 1992 سلم ليل 22 سبتمبر إلى المصريين في ميناء أنكون الإيطالي.
ولم يعلق مكتب التحقيقات الفيدرالي في واشنطن على هذه الأنباء عندما سألته وكالة فرانس بريس في الأمر أمس . ونفت ثيرد وورلد برس" من جهة أخرى الأنباء التي أوردتها صحف عربية وكرواتية عن تسليم طلعت فؤاد قاسم إلى مصر عبر فرنسا.-وأضافت الوكالة- أن أجهزة الاستخبارات العسكرية الكرواتية أوقفت طلعت فؤاد قاسم الذي وصلها في 12 أيلول إلى زغرب قادماً من أمستردام وسلمته إلى عناصر من  FBI” في قاعدة بحرية كرواتية -وأضافت- أنه نقل إلى السفينة الحربية "إم إس جونسون" في بحر الأدرياتيك حيث خضع للاستجواب طوال يومين!!( وتابعت أن طلعت قاسم نقل إثر استجوابه إلى السفينة المصرية "السامر"ثم إلى مصر وهو معتقل في مركز للاستخبارات المصرية في مدينة نصر.
ومن الواضح أن القضاء الإيطالي قد توصل الآن في إطار مراجعاته لأنشطة الـ CIA في إيطاليا لصدقية هذه المعلومات واستخدام الأراضي الإيطالية في العملية وهو التحقيق الذي نتمنى متابعته حتى تعرف عائلته وأطفاله الذين كبروا ماذا حل بوالدهم، وأين قبره، وأين شهادة وفاته ومن المسئول عن قتله؟
و المهندس طلعت فؤاد قاسم وهو من مواليد "1957" محكوما عليه بالإعدام من قبل محكمة عسكرية جائرة في ديسمبر 1992 فيما عرف بقضية العائدون من أفغانستان، وكان تسليمه لمصر يعني تعذيبه وقتله وهو ما حدث بالفعل، حيث تم قتله تحت التعذيب بأبشع الوسائل ، ولم يحظ بأي معاملة قانونية، ولم يتم إعلامه رسميا بالحكم الغيابي، ولم يسمح له بالاتصال بعائلته أو أي محام. ولم يتم إيداعه أي سجن عمومي في مصر..  ولا يزال النظام في مصر ينكر حتى الآن الاعتراف بهذه الجريمة رغم أن كل الأطراف قد اعترفت والحقائق تتهاوى وتتكشف كما نرى.

لم يضطلع المهندس طلعت فؤاد قاسم بأي دور عسكري لا في مصر ولا في غيرها، ولم يكن متهما بأي حال في أمريكا وكان يعيش بشكل قانوني في دولة قانون حيث كان يمكن مقاضاته إن كانت هناك ثمة قضية ضده ولم يكن يشكل تهديدا لا لأمريكا ولا لغيرها من البلاد، بل كان من أوائل من واجهوا الأفكار التكفيرية والمغالية في أوروبا وكانت له وقفات ومحاضرات في هذا الموضوع.
وحتى المحكمة العسكرية الجائرة التي حكمت عليه بالإعدام في مصر كانت كل تهمته رئاسته لتحرير مجلة المرابطون!!. ولكن يبدوا أن معلومات الـ CIA  عنه لم تكن أفضل من معلوماتهم عن أسلحة الدمار الشامل في العراق!!.
واليوم نرى كل الدول الأوروبية تقريبا قد فتحت تحقيقات في عمليات الاختطاف أو النقل أو الاحتجاز الغير قانوني للسجناء والتي جرت على أراضيهم والذي تم بمعرفة المخابرات الأمريكية خاصة بعد أحداث سبتمبر، فأوروبا وحتى أمريكا نفسها وعلى الرغم مما حدث يعرفون كيف يتطهرون من أدرانهم، وكيف يواجهون أخطاءهم، لأنهم يمتلكون مؤسسات قضائية وإعلامية وبرلمانية وحقوقية فاعلة.
وقد رأينا كيف كان دور الإعلام والمؤسسات الحقوقية في كشف ما جري في أبو غريب وجوانتناموا، وعمليات التجسس، والسجون السرية، والتعذيب.
مجلس الشيوخ الأمريكي أوقف بالأمس العمل بقانون الوطنية رغم أنف بوش، والكونجرس يجبر الإدارة على الانصياع لقانون يحظر ممارسة التعذيب على السجناء في أي مكان، وبوش يجبر على الاعتراف بأن معلوماته عن العراق كانت خاطئة، ويجبر على الاعتراف بالتجسس على المواطنين الأمريكيين، وفي بريطانيا مجلس العموم البريطاني يرفض قوانين بلير المتعلقة بتمديد احتجاز المشتبه بهم لثلاثة أشهر، رغم أنه عندنا في مصر يحبس المتهم ستة أشهر بخلاف الاعتقال الإداري الذي قد يطول لسنوات، والنظام عندنا يعد قانونا جديدا للإرهاب!!.
مجلس أوروبا والبرلمان الأوروبي والبرلمانات الوطنية والقضاء ومنظمات حقوق الإنسان الجميع يحققون في هذه الانتهاكات..
ورأينا كيف أصدر القضاء الإيطالي أوامره باعتقال مدير محطة الـ CIA  في إيطاليا و21 من العاملين معه، ورغم أن القرار لن ينفذ إلا أن القضية تتداعى لتكشف المستور وليثبت القضاء المستقل أنه لا يتستر على هذه الممارسات ويقوم بواجبه في حماية الحقوق والحريات العامة ويصون السيادة الوطنية لهذه البلاد.  وهنا تكمن قوة هذه المؤسسات الديمقراطية التي تتمتع بالاستقلال ، وسيادة القانون
هذه مجتمعات وأنظمة غير صماء كما هي حال النظام البوليسي في مصر، الذي يخطف ويعذب ويقتل ويزور ويلفق ولا يجرؤ أحد على الكلام.

إن اختطاف أبو طلال وقتله بهذه الطريقة البشعة وإنكاره حتى الآن،  يؤكد أن سياسة الاختطاف والتعذيب والقتل التي انتهجتها المخابرات الأمريكية وحلفائها في المنطقة وعلى رأسهم النظام المصري هي سياسة قديمة ولم تكن وليدة أحداث سبتمبر 2001، بل ربما مثل هذه السياسات وغيرها من الممارسات الغير قانونية هي التي أرسلت الإشارات السلبية التي التقطتها بعض الأطراف الإسلامية وخلصت منها إلى أن أمريكا وحلفائها لا يحترمون أي قانون وهو في تقديري من أسوأ ما ساهم في تردي الأمور وتنامي الشعور المعادي لأمريكا، وخلق الثارات والمبررات التي قادت للوضعية التي وصلنا إليها اليوم.
ومن هنا ينبغي أن نثمن الدور الذي يقوم به الآن حماة العدالة والحقوق سواء في أمريكا أو أوروبا أو في بلادنا وعلى رأسهم نادي القضاة في مصر.
فهذا النضال الحقوقي لحماية الحريات وحقوق الإنسان بما فيهم الإنسان المسلم  يعكس تنامي الشعور الإنساني العالي الذي بدأ يشكل قوة في الرأي العام الغربي ترفض الممارسات السرية لهذه الأجهزة التي ثبت أنها أفسدت أكثر مما أفادت.

إننا ننتظر انتصارا للحقيقة والعدالة أن يبادر النظام في مصر بوضع حد للغموض الذي اكتنف العديد من حالات الاختطاف وعلى رأسها اختطاف المهندس طلعت فؤاد قاسم، وأن يسارع بالتطهر هو الآخر من هذه الجرائم بإعلان الحقيقة والاعتذار عن ما حدث.
وبدون ذلك فسوف تبقى قضايا هؤلاء الضحايا حية في ضمائر الأحرار في العالم لا يستطيع أحد أن يئدها أو يطمسها، مهما طال الزمن.


الرابط
http://www.alarabnews.com/alshaab/2005/16-12-2005/c2.htm