( 3 )
لاتقبلوا من النظام رشوة
لاتقـبلوا من النظام منحة
هذا النظام يجب أن يرحل
بقلم :
مصطفي حامد (ابو الوليد المصري)
المصدر :
مافا السياسي (ادب المطاريد)
قرر رأس النظام المتعفن أن يقيم مهرجانا تهريجيا، قبل أيام من موعد التحرك الثانى للإنتفاضة والمقرر فى الرابع من مايو 2008.
يأتى ذلك كمحاولة أخيرة من النظام المتهاوى لأستعادة توازنه المفقود، مستخدما غباءه التقليدى مضافا إليه خبرة الفشل المتكرر لدى مستشاريه الأجانب الأمنيين والسياسيين .
الهدف الأساسى للمهرجان الرئاسى الوشيك هو سحب البساط من تحت أرجل نشطاء ثورة مصر البيضاء. وتقديم الرشاوى للثائرين الغاضبين، بهدف إسترضائهم مؤقتا، وإعادتهم إلى بيوتهم ، نصف راضين، لكن لديهم أمل فى أن النظام سوف يصلح الأمور، وبدون إعتصامات سلمية فى البيوت أو إضرابات فى الشوارع .
لكن ما أن يعود الناس إلى بيوتهم حتى تبدأ حملة بطش تقتلع كل جذور للأمل فى مصر، وتقطع الرجاء فى أى تغيير حقيقى لحالة الفساد الستشرى .
ستكون الإعتقالات جماعية، كمية ونوعية .
والتعذيب سيكون أكثر وحشية ، بهدف الإستئصال وليس الوقاية والمنع كما كان سابقا. وسيشمل كافة القيادات والمحركين والنشطاء وشريحة الشباب والطلاب وكتل العمال. سيشمل إرهاب الدولة كل شئ .. بمعنى كل شئ .
وسوف يعامل أبناء الشعب معاملة جيش منهزم عليه أن يدفع كافة فواتير الحرب ويتحمل كافة أوزارها. ويتحمل حتى المسئولية الأدبية لكافة جرائم النظام السابقة واللاحقة.
وسيعود المناخ الفكرى والحراك الإجتماعى فى مصر، مرة أخرى كما كان قبل الإنتفاضة بل وأسوأ مما كان، سيعود صحراء جرداء تعوى فيها ذئاب السلطة منفردة .
سيقف سلطان شرم الشيخ منتفشا فى صحراء مصر الخربة صائحا في جنوده بغرور وزهو :
أنا ربكم الأعلى !!!.
فيرد عليه جنوده من ضباع أمن الدولة وقطعان الأمن المركزى و ذئاب البلطجية والمجرمين المأجورين، فى صيحة رجل واحد : آمين … أمين .. فرعون العالمين .
فيعلن فرعون بوقار الآلهة إسم وريثة .. الفرعون القادم من السلالة المقدسة. فتخر له الجبابرة والبلطجية ساجدين مهللين .
سيمضى الفرعون، أو خليفته، قدما فى برنامج تخريب مصر. ثم يقدمها جثة هامدة حتى يقسمها سكين الجزار الأمريكى إلى دويلات كسيحة تستجدى العون والمدد ، وتقبل الأيدى والأحذية، من الأخت الكبرى … إسرائيل!!!.
يا شعب مصر .. إحذروا رشاوى الفرعون، واصفعوا بها وجهه القبيح .
إستمروا فى ثورتكم البيضاء حتى تحصلوا بأيديكم على حقوكم كاملة غير منقوصة، بلا أى منه أو جميل من أحد .
إنها حقوقكم . فمصر هى وطنكم أنتم، وطنكم الذى وهبه الله الخالق لكم ، ولم يكن منحة من أحد، فرعون كان أو أى طاغية حقير .
يا شباب مصر هذا وقتكم وتلك هى رسالتكم..
لا تنتظروا أحدا مهما كان …
إعتمدوا على الله وابنوا مصر من جديد …
مصر العظيمة الرائدة التى إخترعت الحضارة للإنسان .
بسواعدكم أنتم .. مصر هى التى ستعيد تصحيح المسار الحضارى المنحرف ، الذى سيطر عليه مبيدى الحضارات والشعوب، ولصوص ثروات الأمم .
بقلم :
مصطفي حامد (ابو الوليد المصري)
المصدر :
مافا السياسي (ادب المطاريد)
نشر في تاريخ 29 أبريل 2008
مدونة النديم :
مختار محمود "مواطن مصرى "
( 4 )
الـشعـب هـو الـبـطـل
بقلم :
مصطفي حامد (ابو الوليد المصري)
المصدر :
مافا السياسي (ادب المطاريد)
هذه المرة لم ينتظر الشعب زعيما ملهما حتى يقود الثورة من فوق ظهر دبابة تأتى من هنا أو تأتى ( من هناك !!!) .
التحرك هذه المرة يتم بكل الشعب، والقيادة الآن هى لكل الشعب .
إنها لحظة نادرة فى التاريخ المصرى كله ، حيث ينصهر فيها كل الشعب فى كيان مادى وشعورى واحد. إنها بالفعل العلامة الكبرى من بشائر الإنتصار.
ذلك يدل ببساطة على هوية النظام القادم . إنه نظام يعطى كافة الصلاحيات والحقوق للشعب، وذلك كحقيفة مجسدة فوق الأرض وليس كشعار يحلق ضائعا فى الفضاء.
إنتهى فى مصر عصر الزعيم ، الفرد الملهم ، أو ( الفرعون الإله) .
وآخرهم كان تلك النكته الدامية، بل المأساة الكارثية فى تاريخ مصر، ونعنى به نظام شرم الشيخ السياحى . وذلك الفرعون الأحمق، الذى يحكم بحفنة من المجرمين واللصوص القتلة.
تتهاوى الآن أمام أعيننا ( الجمهورية الثالثة) للطغيان الفردى الحاكم والمتحكم بسطوة إرهاب الدولة المنظم والمبرمج.
فالشعب يبسط يده الآن للسيطرة على مقدراته، ويستعيد مقاليد السلطة كاملة لنفسه ، عبر برلماناته المتدرجة : من الوحدات البرلمانية الصغيرة، إلى المراكز، فالمحافظات، وصولا إلى البرلمان الكبير للجمهورية كلها.
سلسلة من البرلمانات التى تمثل الشعب حق التمثيل .
وتمتلك كافة صلاحيات الرقابة والتشريع .
كما تمتلك كل مفاتيح القرار.
لقد إنتهى فى مصر عهد الزعيم الفرعون الإله .
ويتشكل تحت أعيننا الآن عصر حكم الشعب ، شعب مصر العظيم والمقتدر.
حقا .. إن قوانين اللعبة فى مصر قد تغيرت .. مرة واحدة، وإلى الأبد.
بقلم :
مصطفي حامد (ابو الوليد المصري)
المصدر :
مافا السياسي (ادب المطاريد)
نشر في تاريخ 29 أبريل 2008
مدونة النديم :
مختار محمود "مواطن مصرى "
( 5 )
مصر: ثورة جديدة .. وثقافة جديدة
بقلم :
مصطفي حامد (ابو الوليد المصري)
المصدر :
مافا السياسي (ادب المطاريد)
الثورة تخلق ثقافة جديدة. وهذا ما بدأ فى مصر منذ السادس من إبريل ، ومن قبله بقليل. وبينما تزدهر الثورة الشعبية وثقافتها، ترتعد الثقافات المتعفنة مذعورة، ويستدعيها النظام على عجل كى تقف معه فى خندق الدفاع عن الفساد والقهر.
بدأت تزدهر على تربة الثورة مفاهيم وأخلاقيات جديدة، وعادت إلينا مرة أخرى قيم عظيمة كادت أن تتهاوى تحت مطارق جمهوريات القهر المتعاقبة .
عاد إلينا إهتمام المواطن المصرى بالشأن العام ، وتجلت لديه مرة أخرى الشجاعة فى تحدى الظلم وإرهاب الدولة.
عاد الإيمان بقدرة الجماعة والعمل الجماعى ، بعيدا عن اليأس والإحباط الفردى .
عاد من جديد الإحساس بالتوازن الحقيقى بين متطلبات السلم الإجتماعى ومتطلبات العدل الإجتماعى ، وأنه لاوجود للأول فى غياب الثانى ، وأنه لا سلم فى غياب العدل .
عاد إلينا الإحساس بالإرتباط الوثيق بين كرامة الوطن وكرامة المواطن . فإذا ديست كرامة المواطن بالأحذية ، فمعنى ذلك أن الوطن نفسه مهدور الكرامة بين باقى الدول، وأنه وطن ذليل ومستباح من المتسلط والأقوى من دول الخارج .
فالمواطن الذليل المستباح لايحيا ولا وجود له إلا فى وطن مماثل ، أى وطن ذليل مستباح . والمواطن الحر العزيز يعنى وجود وطن قوى وعزيز وحر.
والأوطان القوية تقاتل من أجل مصالحها ومن أجل رفاهية مواطنيها. وليس هناك من نظام ، فيما عدا نظامنا فى مصر، يفخر بأنه يحيا فى سلام وأمن نظير بيع ثروات شعبه و تفريطه فى إستقلال وطنه .
مثقفوا العفن يفخرون أن نظام العفن قد وفر لهم سلام الإذلاء . ويرون مثلا أن المقاومة فى فلسطين تهور وإرهاب والأولى أن يفعل الفلسطينيون كما فعلوا هم ، فيسلمون لإسرائيل بكل ما تطلب فيفوزون بصداقتها، وينعمون بالأمن والأمان . وكذلك يجب أن يفعل العراقيون فيتنازلون عن بلادهم للمحتل الأمريكى ، فيرضى عنهم ويمنحهم الأمان الذليل كما منحنا. وفى لبنان من المفروض أن يستقبل أهل الجنوب جيوش الغزو الإسرائيلى بالزهور والزغاريد حتى يكونوا شعبا متحضرا وينعمون بالأمن والسلام .
هذا العفن الثقافى يعتبر أن نظامنا الناجح جدا قد وفر لنا الأمن والسلام فى منطقة تعج بالإضطراب. ولم يسألوا أنفسهم عن ثمن ذلك السلام .
هل وفر لنا حقوقنا المشروعة؟؟ هل حافظ على ثرواتنا؟؟ هل وفر لنا الكرامة ولقمة العيش؟؟ . هل حافظ النظام بهذا السلام والأمن الذليل على هيبة وكرامة مصر فى المنطقة والعالم؟؟ . هل حافظ على أرواح وكرامة المصريين فى سيناء وعلى ضفاف القناة ؟؟. هل إنسحب الإسرائيليون من سيناء حقا أم أنهم سيطروا على مصر كلها فى مقابل سيادة شكلية على سيناء لنظام شرم الشيخ منزوع السيادة ؟؟.
ولمن تذهب ثروات سيناء من نفط وغاز ومواقع إستراتيجية ؟؟. جميعها فى اليد الإسرائيلية، حتى أنهم أخذوا رأس النظام فى يدهم رهينة فى شرم الشيخ ، تحت حمايتهم وتحت إشرافهم وتحت سيطرتهم الكاملة، إنهم يديرون به مصر من شرم الشيخ .
لولا تضحيات ودماء الجيش المصرى ما فكر اليهود فى مغادرة سيناء ولو شكليا، فهل يجرؤ الآن ضابط مصرى أو جندى مصرى واحد على الإقتراب من حدود مصر الدولية مع فلسطين بدون إذن من إسرائيل ؟؟.
هل يسمح النظام المتعفن أن يحتفظ سكان سينا، لا نقول بالسلاح للدفاع عن حياتهم التى تهدر يوميا، ولكن نتكلم عن مجرد إحتفاظهم بكرامتهم وآدميهم ، التى ربما حافظ عليها الإحتلال الإسرائيلى أكثر مما يفعل النظام المصرى الذى يحطم بشكل منظم آدميتهم وكرامتهم وبنيانهم الإجتماعى؟؟.
إختصارا: هل سيناء مصرية، أم أنها مستعمرة إسرائيلية تدار بأيدى مصرية؟؟.
ثقافة الثورة الشعبية فى مصر تقول إن سيناء التى هى خارج السيادة المصرية الآن يجب أن تعود مصرية خالصة: الأرض والسيادة والثروة .
بل أن مصر نفسها يجب أن تعود للمصرين وأن ينتزعها الشعب من أيدى البائعين من السماسرة الخونة ، ومن أيدى المشترين جميعا، المعلوم منهم والمجهول . فالشعب المصرى لم يفوض أحدا بأن يبيع أرض مصر وثرواتها، مقابل رشاوى وعمولات سمسرة . الصفقات كلها باطله لأنها تمت مع نظام إرهابى مغتصب للسلطة بالقهر والعنف المنظم . والمشترون جميعا عقدوا صفقات فاسدة بالرشوة والخداع، ومن خلف ظهر الشعب صاحب الحق الشرعى فى الملكية.
أنها نفس المأساة الفلسطينية تتكرر مرة أخرى فى مصر ، حيث باع من لايملك وطنا لمن لا يستحق .
الثقافة المصرية الجديدة تقول أن الإستقلال الحقيقى والكرامة الوطنية أهم بكثير من الإنفتاح على الفساد الأخلاقى والخراب الإقتصادى والسياسى ، فكلاهما مرتبط بالآخر ومكمل له . فلولا الخراب الأخلاقى ما تمكن الفساد الإقتصادى والسياسى من الإمساك برقابنا. ولولا الفساد الإقتصادى والسياسى ما إستشرى بيننا الفساد الأخلاقى بالشكل المريع الذى نراه الآن .
ولا نجاة لنا من دائرة الشيطان هذه بغير تحطيمها والخروج منها.
التغيير الأخلاقى مطلوب إلى جانب التغيير السياسى إلى جانب التغيير الإقتصادى . كل ذلك بشكل مترافق ومتدرج وفى نفس الوقت.
هل يبدو ذلك صعبا؟؟.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق