نظمت ساقية عبد المنهم الصاوي أمس ندوة بعنوان "إنما الأمم"، لمناقشة أهمية الأخلاق وكيفية تفعيلها في ظل الظروف الراهنة، وذلك وفق عدة مناظير ومفاهيم تنوعت بين المفاهيم الثقافية والفنية والدينية والسياسية.
حضر الندوة التي تميزت بالتواجد الشبابي الكثيف، كل من الفنان محمد صبحي، والمهندس محمد عبد المنعم الصاوي، والداعية عمرو خالد، والسياسي معتز بالله عبد الفتاح الذي أدار الندوة، فيما غاب عن اللقاء الإعلامي يسري فودة لظروف صحية.
واستهلت ندوة "إنما الامم" بكلمة لدكتور معتز بالله عبد الفتاح، الذي شدد على أن تكلفة الأخلاق عالية في أي مجتمع وأنه من السهل انتقال الفساد من الحاكم إلى المحكوم، ولذلك يتطلب دومًا بذل الجهد للحفاظ على تلك الأخلاق.
وقسّم عبد الفتاح مراحل الحفاظ على الأخلاق إلى مرحلتين، الأولى الامتناع عن فعل أي شيء سيء للآخرين، والثانية المبادرة بفعل الخير.
وعن علاقة الأخلاق بالحياة السياسية المصرية، أوضح عبد الفتاح أن الحفاظ على الأخلاق اصبحت هدف العديد من السياسات الخارجية، لكن في مصر مازالت السياسة تفسد الأخلاق، وأن التركيبة المعقدة للنظام المصري و الفساد الذي توغل فيه يطلب الكثير من الوقت، إذ قال ممازحا: "نخرَج الناس ونصلح وبعدين بعد كم سنة نبقى نرجعهم، الفساد منتشر في معظم المنظومات المصرية".
"العدو المؤمن بقضيته الظالمة أفضل من المظلوم الغير مؤمن بحقه"، هذه ما صرح به الفنان محمد صبحي الذي لقي ترحيبًا واسعًا من الجمهور الحاضر، والذي بدأ كلامه مع الشباب بشعار "أبنائي..أعزائي.. فلاذات أكبادي" وهو الشعار المتعارف عليه من مسلسله التربوي "يوميات ونيس".
وجاء تصريح الفنان محمد صبحي السابق ذكره تعليقًا منه على موقف المصريين من عدة قضايا كان مسكوت عنها، منها الفقر والأمية والظلم، مشيرًا إلى ضرورة التمسك بالحق و الحفاظ على الأخلاق، لأن من وجهة نظره الاخلاق هي وقود أي تطور واي تنمية قد تشهدها أي منطقة.
واعتبر صبحي أن حصول المواطن على رغيف خبز آدمي يرجع في الأساس إلى الأخلاق والسلوك المتحضر، مطالبًا المصريين بعدم الانصياع وراء الحكومات التي تتحدث عن تطوير التعليم من دون الالتفات إلى اهمية الأخلاق، وقال: "الحكومة إلّي تتكلم عن تطوير التعليم، هي حكومة من أيام مينا موحد القطرين".
محمد صبحي الذي وضع لنفسه دستورًا أخلاقيًا منذ أن كان في مرحلة المراهقة، لحماية نفسه من الفساد الشائع في المجتمع، لم يُطالب الحضور أمس على غير عادته بمقاطعة المنتجات الأميركية والإسرائلية وهي الدعوة التي كان طالما يُنادي بها، لكنه في المقابل صرح قائلا: "ما قيمة مقاطعة المنتجات الأميركية والإسرائيلية وهم يُصدّرون إلينا ما هو اخطر، وهو الإنحلال الأخلاقي"، وأضاف ملحاً: "قاطعوا الفن الهابط، فالفن مثل تاجر الهيرورين أو الصيدلي، لا تكونوا مذنبين وتحبوا الفنان الذي يهدم عقلكم".
وشدد على خطورة الأعمال الفنية المقدمة حاليا، والتي رأها تروج لأفكار بذيئة تفوق بذائة الألفاظ، معتبرًا أن ارتفاع إيرادات بعض الأفلام كفيلم "شارع الهرم"، جريمة ارتكابها الجمهور في حق نفسه.
وعن موقفه من الثورة وأهدافها، صرح صبحي قائلا: "الثورة تعني التغيير، ولذلك علينا الانتظار لسنوات والنزول لعدة مرات للتأكيد على أهداف الثورة، فتلك الأهداف لن تتحقق في يوم".
واشار إلى أن فكرة الترشح للرئاسة لا تراوده فدوره يتلخص في بناء وخلق إنسان خلوق، قادر على الترشح للرئاسة وإدارة البلاد، فتلك هي الرسالة السامية للفن من منظور محمد صبحي.
أما عن الأخلاق من المنظور الديني، فتناولها في حديثة الداعية الإسلامي عمرو خالد، الذي أوضح أن دول العالم المتقدم تركز في أهدافها الحالية على الحفاظ على الأخلاق، إذ استشهد بأهداف حزب العمال البريطاني في العام 2007، والتي تمثلت في أن الأخلاق هي البنية التحتية للاقتصاد الانكليزي، مشددًا على أن الاخلاق واحدة في جميع الأديان وان المشترك بين الطوائف المختلفة أكثر بكثير من المختلف بينهم، وقال: "دعونا ننبذ المختلف ونجتمع حول المشترك وهي الأخلاق، فهي واحدة في كل الأديان".
وفي سياق متصل، اعتبر المهندس عبد المنعم الصاوي الذي تناول الأخلاق من منظور ثقافي، أن الأخلاق ليست وسيلة بل غاية، تستطيع تحقيق السعادة لكل أفراد المجتمع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق