إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 27 سبتمبر 2011

مصرع طاغية الرواية التاريخية للأحداث كما رواها الذين قاموا بها 4

حقيبته
وانتهى يوم الأحد.
وفي يوم الاثنين 5/10/1981م كلف خالد الجنديين
 المعينين على خيمة السلاح بتنظيف البنادق الآلية ونزع إبر ضرب النار من كل بندقية
 حسبما تقضي التعليمات ومضى عبد الحميد وعطا طايل ينفذان المهمة بكل مهارة إلا أنهم
 _حسب الاتفاق_ استثنوا ثلاث بنادق لم ينزع منها إبر ضرب النار واهتموا بتنظيفها ثم
 وضعوا عليها علامات ليسهل عليهم تمييزها.وبعد الظهر جمع خالد جنود الكتيبة الذين
 سيشتركون في العرض، وقام بتقسيمهم إلى مجموعات كانت كل مجموعة تتكون من ستة أفراد
 عدا السائق والضابط وكان حسين وعطا وعبد الحميد في طاقم العربة الأولى أقرب العربات
 للمنصة.

6اكتوبر 8 ذي الحجة
في الساعة الثالثة
 صباحاً يوم الثلاثاء 6/10/1981م توجه خالد إلى خيمة السلاح حيث قام هو و عبد الحميد
 بملء خزن البنادق الثلاث التي لم تنزع منها إبر ضرب النار ووضع خالد في خزنة رشاش
 قصير كانت معه تسع عشر طلقة.
وفي الساعة السادسة صباحاً كان جنود الكتيبة
 يقفون في مكانهم في طابور العرض..
وتم توزيع السلاح على الجنود ثم توجه كل
 طاقم نحو عربته التي تجر خلفها مدفعاً " هاوترر" عيار130مم وانشغل جميع جنود
 الكتيبة بتنظيف العربات والمدافع تنفيذاً لأوامر الضابط خالد بينما صعد خالد بمفرده
 إلى كابينة العربة الأولى وأخرج خزنة الرشاش القصير الممتلئة التي كان قد أخفاها في
 جوربه ووضعها بدلاً من الخزنة الفارغة الخاصة بالرشاش القصير المخصص للسائق، وسارع
 بإخفاء الخزنة الفارغة تحت الكرسي.
ثم نادى سائقة وأمره بالذهاب لشراء طعام
 ثم هبط وتوجه ناحية عبد الحميد وسلمه قنبلتين بينما احتفظ هو باثنتين ثم قام عبد
 الحميد بدوره بتسليم واحدة لعطاء
...
ثم أمر خالد الجنود بالصعود لعرباتهم
 , وكان السائق قد عاد بالطعام ورفض خالد تناوله وأعطاه السائق ولجندي آخر , ثم هبط
 خالد من الكابينة وأعاد توزيع الجنود الستة الموجدين على ظهر العربة أمرهم بعدم
 الالتفات يمنة أو يسرة أثناء مرور العربة أمام المنصة لكي تكون الصور الملتقطة
 لعربته "جميلة ....!! "
ثم عاد واستقر في كابينة السيارة , وأخذت مجموعة من
 الضباط الحرس الجمهوري تمر على العربات الواقفة للتفتيش على السلاح ,ووصل التوتر
 أقصاه عندما وقف الضباط أمام عربة خالد وصاحوا آمرين أحد الجنود هات بندقيتك
 , وسحبوا الأجزاء المتحركة للخلف ونظروا داخلها للتأكد من إبرة ضرب النار منها وخلو
 الخزنة من الطلقات ...
وسرعان ما عاد الهدوء من جديد عندما اكتفى الضباط
 بالتفتيش على هذه البندقية فقط والتي لم تكن من بنادق الجنود الملحقين
 !!
********************

التنفيذ
بدأت العربات في المسيرة , وكانت
 قلوب الرجال الأربعة معلقة بالسماء وكل يمني نفسه بالشهادة في سبيل الله بعد أن
 يقتل الطاغية .... كانت المشاعر بالطبع كثيرة متداخلة , بل متلاطمة في صدور الرجال
 , فبعد لحظات سوف تصعد أرواحهم إلى بارئها.....
إن الكلمات بالطبع لا تستطيع
 أبداً أن تعبر عن المشاعر والأحاسيس التي اختلجت في الصدور وقتها..... إنها
 لحظة
 تسليم السلعة وقبض الثمن "إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم
 بأن لهم الجنة
 يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون "كانت أمنيتهم أن يقتلوا ثم يقتلون
 .
وبدأت المنصة تقترب ببطء شديد وكانت السرعة المحددة للمركبات أثناء المرور
 أمام المنصة 20كيلومتراً في الساعة . وقبل أن تصل عربة خالد كان الطيران
 يقوم
 باستعراضاته فوق ساحة العرض محدثاً ضجيجاً عالياً واستغلت بعض الأيدي هذه الفرصة
 فجذبت الأجزاء المتحركة للبنادق الآلية للخلف , وعندما عادت الأجزاء للأمام كانت قد
 وضعت في الماسورة "طلقة" , و قبيل المنصة نظر سائق العربة الأولى إلى يساره فوجد
 أنه تقدم صفة بقليل فرفع قدمه من فوق دواسة الوقود ليهدئ من سرعته , فجذب خالد
 الرشاش برفق و وضعة على ركبتيه , ثم أخرج من سترته قنبلة ونزع فتيلها, ثم صاح آمراً
 السائق بالتوقف .......
وبمجرد توقف السيارة قفز خالد من الكابينة وتقدم صوب
 المنصة ثلاث خطوات ثم ألقى قنبلة في ذات الوقت الذي ألقى فيه كل من "عبد الحميد
 " و"عطا " القنبلة التي كانت في حوزته , ومضت القنابل الثلاث تشق طريقها متسابقة نحو
 منتصف المنصة وسط ذهول الحرس وجميع الحاضرين و بسرعة كان أفراد
 الحراسة مدبرين فور
 انفجار القنابل،و أصبح الطريق مفتوحاً بين العربة والمنصة حيث كانت بينهما
 ثلاثين
 متراً فقط.كانت طلقات بطل الرماية حسين عباس تتابع من فوق سطح العربة متجهة نحو
 السادات
.
وكان خالد قد عاد بسرعة إلى الكابينة و جذب المدفع الشاش واستدار
 مسرعاً صوب المنصة وهو يطلق الرصاص وقفز عبد الحميد من سطح العربة
 بسرعة وهو يسابق
 خالداً إلى المنصة
....
انحرف عبد الحميد يميناً ليصعد سلم المنصة بنفسه
 الواقع على يمينه، إذ أنه كان يريد أن يصل إلى السادات بنفسه وعندما أتمّ
 صعود
 السلم أطلق دفعة طلقات من بندقيته تجاه السادات الذي كان قد سقط وألقى فوقه كثير من
 الكراسي لحمايته، فأطلق أفرد الحراسة النار على عبد الحميد فخاف هو إن تقدم في نفس
 الاتجاه أن يقتله الحراس قبل أن يصل إلى هدفه، ولم يشأ أن يقتل الحراس لئلا تنفذ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق