" بيوتنا بالليل فاضية زي المقابر"
على مدى سبعين عاما عاش فلاحو قرية العمرية على أرضهم.. يزرعون الأرض ويدفعون الايجار الى ورثة عائلة نوار.. بنوا منازلهم عليها.. وعاشوا من رزقها.. جيلا بعد جيل بعد جيل
وفي عام 2000 قام عدد من الفاحين بشراء خمسة أفدنة وعشرين قيراطا منها، كما قام فلاح آخر بشراء 20 قيراط آخرين من أحمد حلمي نوار بعقود صحيحة ومسجلة..
لكن الشرطة كان لها رأي آخر.. ففي أعوام 2009 و 2010 خطر على بال العميد طارق هيكل، ضابط أمن الدولة بالبحيرة أنه أولى بالأرض ممن يزرعها.. فقام بشراء نفس قطعة الأرض من شخص آخر من نفس العائلة رغم أن الأرض مسجلة باسم من اشتراها من الفلاحين.. وحين رفض الفلاحون سرقة أرضهم وشريان حياتهم لجأ "هيكل" الى بطش السلطة التي يحتكم عليها.. سلطة الداخلية لينتزع عنوة ما لا يحق له الحصول عليه..
وهكذا بدأ الهجوم الأول على القرية.. ففي الرابعة صباحا من يوم 7 يونيو 2010 داهمت قوة من مباحث مركز دمنهور، تتكون من عدة سيارات وبوكسات محملة بجنود الشرطة السرية المسلحين بالعصى والأسلحة يقودهم ضابط المباحث العقيد محمد البدراوى وطارق لبيب، داهمت منازل القرية واعتدت على نساء عائلة آل شهاب بالضرب المبرح والألفاظ البذيئة ونشروا حالة من الترويع والهلع بين سكان القرية وذلك بغرض إجبار عدد من الفلاحين على تسليم أنفسهم للشرطة والتوقيع على تنازل عن الأرض "لـهيكل" علما بأنه قد سبق للفلاحين شراؤها من بهاء أحمد حلمى نوار من عام 2000. وكان نتيجة هذا الهجوم اصابة واحتجاز عدد من نساء القرية ومن بينهن السيدة إلهام عبد الجوار رياض زوجة جابر شهاب المحجوزة التي اضطرت الى الدخول الى مستشفى دمنهور العام بسبب نزيف حاد جراء تعرضها للضرب على يد قوات الشرطة مما ينذربإجهاضها حسبما أفادت التقارير الطبية والأستاذ محمد عبد العزيزالمحامى.
وبعد 24 ساعة من مداهمة منازل فلاحات قرية العمرية قامت مجموعة من مباحث مركزدمنهور بقيادة الضابط أمير السعدنى بمداهمة الأرض في فجر يوم الثلاثاء 8 يونيو 2010 وفى نفس توقيت الليلة الماضية بسيارتى شرطة ( أرقام 9656 ، 9661 ) مزودة بجرارين زراعيين، وإتلاف ما بها من زراعة (ذرة مزروع من 3 أسابيع ) وإزالتها تماما وذلك بغرض تغيير معالم الأرض والادعاء بوضع يد رئيس مباحث أمن الدولة بالبحيرة عليها تحوطا من قيام المحكمة فى جلسة الأربعاء 9 يونيو 2010 بإحالة القضية إلى خبير زراعى قضائى لبحث حالتها على الطبيعة ومعرفة واضعى اليد الفعليين عليها لذلك يسابق طارق هيكل الزمن للقبض على أًصحاب الأرض من الفلاحين لإجبارهم على التنازل عنها بعد تغيير معالمها.
ونظرا لاختفاء الفلاحين بعيدا عن عينه – فقد هرعت الفلاحات إلى الأرض فى محاولة لمنعهم من إتلاف ما بها من مزروعات والحيلولة دون استيلاء رجال رئيس المباحث عليها.. مما دعا أفراد قوة الشرطة .. ومنهم ( المخبرين سعيد أبو حفيضة .. ورضا .. وعماد ) للقبض عليهن واحتجازهن داخل سيارات الشرطة حتى تم الانتهاء من المهمة.
يقول الفلاحون أن محمود الأعسر (عضو مجلس الشورى عن الدائرة) هو من أحضر الجرارين ويلعب منذ سنوات دورا متواطئا لسلب الفلاحين أراضيهم لصالح عدد من المتنفذين فى المنطقة ، وقد شارك فى مهمة سابقة منذ سنوات قليلة فى الاستيلاء على 15 فدانا من عائلتى عبد اللاه والخويلدى لحساب المدعو طارق هيكل الذى بنى فى جزء منها ( على أرض زراعية ) إحدى فيلاته الفخمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق