رؤية لإعادة بناء الوطن والمواطن
إن وضع استراتيجية للتعليم في مصر يجب أن يبدأ بوضع رؤية لمصر كدولة لها وزن عالمي وطموح لتحقيق وضع عالمي علي المستوي الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، ويجب أن تحتوي هذه الرؤية علي وضع مصر العالمي ومكانتها المنشودة في خلال الـ٢٠ سنة المقبلة egypt global positioning.
ولكي يتم وضع رؤية مستقبلية يجب تحليل العالم الخارجي متمثلاً في العوامل الديمغرافية والتكنولوجية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تؤثر علي مصر، والبيئة الداخلية متمثلة في موارد الدولة وإمكاناتها الكامنة potentiat وكفاءاتها وتاريخها التي يمكن استخدامها لتحقيق الأهداف الاستراتيجية.
بعد تحليل العالم الخارجي والداخلي واستخلاص النتائج، يتم استخدام هذه النتائج لوضع الرؤية والرسالة الجديدة لمصر.
الرؤية الجديدة لمصر
ونقترح أن تكون الرؤية الجديدة لمصر محددة targeting لأولويات مجالات العمل العالمية what businesses are we in? التي يمكن لمصر أن تتفوق فيها عالمياً وتضيف قيمة للعالم وهي:
١- مركز لصناعة الخدمات (سياحية – طبية – بنكية – تسوق).
٢- القطن كموضة وليس كمادة خام.
٣- مصر كملتقي لكل من يسافر destination of all destinations فهي متحف مفتوح يتميز بجو جميل وبشر طيبين.
٤- صناعة الثقافة.
٥- الصناعات القائمة علي الزراعة agro-business.
٦- صناعة البناء والتشييد.
٧- صناعة المعلومات.
يجب أن يصبح الفرد ذا مواصفات عالمية تنافس مواصفات الأفراد في الدول المتقدمة، وبالتالي يجب وضع معايير القياس بناء علي المواصفات العالمية، سواء حرفي أو مهني أو مدير أو أي وظيفة، سواء قطاع خاص أو عام أو حكومي، فالخريطة البشرية المصرية يجب أن تكون لها معايير محددة.
بناء مؤسسات ذكاء لبناء الإنسان ذي القدرات التنافسية العالية لأن الحرب هي حرب ذكاء:
يمر الإنسان في مختلف مراحل حياته بعدد من مؤسسات التعليم والتعلم education learning institute التي تتدخل في تنمية شخصيته وقدراته ومهاراته وهي كالتالي:
التعليم ومواصفات رأس المال البشري:
بعد وضع الرؤية الجديدة لمصر وتحديد مجالات العمل التي يمكن لمصر أن تتفوق فيها، يأتي دور وزارة التربية والتعليم في وضع استراتيجية في ضوء الرؤية المستقبلية لمصر لتنمية رأس مال بشري ذي مواصفات عالمية تتطلبها مقومات التقدم وتتناسب مع مجالات العمل التي تم تحديدها، وهكذا فإن التعليم يصبح موجهاً targeted.
في الستينيات، تفوق الاتحاد السوفيتي (سابقاً) علي الولايات المتحدة الأمريكية في مجال علوم الفضاء، فقررت أمريكا أن توجه سياستها التعليمية لتتقدم في علوم الفضاء، وهكذا تم توجيه السياسة التعليمية بناء علي الرؤية الجديدة للدولة، وفي السبعينيات حدث توجه جديد أيضاً في السياسة التعليمية لأمريكا لإحداث تقدم في مجالات تكنولوجية مختلفة لمنافسة اليابان التي بدأت في التفوق علي أمريكا فيها.
رأس المال البشري هو أغلي ما تملكه الدولة ولكي يضيف قيمة إلي العالم يجب أن يتم وضع مواصفات للإنسان المصري تضاهي المواصفات العالمية للأفراد في مختلف الدول المتقدمة benchmarking يتم تنمية هؤلاء الأفراد في مؤسسات إنتاجية وخدمية ذات مواصفات عالمية هي الأخري، وذلك لأن مؤسسات الذكاء هي الوحيدة القادرة علي إنتاج أفراد بمواصفات عالمية.
فالفرد هو عبارة عن:
١- سلوك behavior.
٢- مجموعة قيم وميول واتجاهات values.
٣- مجموعة توقعات إيجابية positive expectations.
٤- مجموعة خواص شخصية personality traits.
٥- مجموعة مهارات skills.
٦- قاعدة معرفية knowledge base.
١- الأسرة Pre-education:
المؤسسة الأولي التي يمر بها الفرد هي الأسرة، فالأسرة هي أول مؤسسة يجب الاهتمام بتنميتها حتي تصبح مؤسسة صحية وحضانة تنتج أفراداً ذوي سلوك صحي، فلو كانت الأسرة أمية فذلك ينتج عنه أفراد أميون ذوو قيم معوقة لا يضيفون قيمة لمجتمعهم، وبالتالي فإن القضاء علي الأمية هو بداية الطريق للحصول علي أفراد ذوي قيمة،
وذلك يستتبع عمل استراتيجية حرب لمحاربة الأمية والقضاء عليها في فترة زمنية محددة يلتزم بها المجتمع والحكومة بمختلف مؤسساتها، كذلك يجب الاهتمام بثقافة الأسرة وتنويرها في علاقة أفراد الأسرة ببعضهم البعض وبالذات في علاقة الرجل بالمرأة حيث يجب أن تحصل المرأة علي حقوقها لأنها صانعة القيم، وذلك حتي نتفادي أي نقص أو عيب يمكن أن يتكون في شخصية الفرد.
٢- المدرسة والجامعة Education:
المرحلة التعليمية هي المؤسسة الثانية التي يمر بها الفرد وتتدخل في تربية سلوك وقيم جديدة لدي الفرد، فالمدرسة أو الجامعة يجب أن تكون مؤسسة ذكاء بإدارة ورؤية استراتيجة تنتج أفراداً بمواصفات ومهارات تتماشي مع الرؤية العامة للدولة، وذلك يستتبع وضع مناهج ومعايير للمديرين بمواصفات عالمية.
٣- العمل Corporation:
الشركة التي يعمل بها الفرد هي المؤسسة الثالثة التي يمر بها. فالشركات والمؤسسات الخدمية والإنتاجية سواء خاصة أو عامة أو حكومية أو NGO يجب أن تصبح مؤسسات تعلم موجهة بشرياً وتسويقياً Human & Market Driven تتيح الفرصة للفرد لتنمية قدرات ومهارات وسلوكيات عالمية جديدة Building Human Capacity وتؤمن بأهمية الاستثمار في رأس المال البشري وذلك لمواجهة التحديات العالمية Global Challenges المتمثلة في الآتي:
* الشفافية Transparency.
* مواجهة الخوف Avoidance of Fear.
* بناء عميل ذكي Developing a Smart Consumer.
* اختيارات متعددة Span of Choice.
* درجة عالية من الاتصالات High Level of Interactive Communication.
* الاستخدام الفعال للمعلومات Effective Use of Information.
* المواجهة وليس التأقلم Confrontation Not Accommodation.
* تربية وتغذية التفوق والتميز Nourishing Human Excellence.
* تقوية الأفراد People Empowerment.
* اتباع إستراتيجية Win-Win.
* بناء الثقة والائتمان البشري Building Trust & Human Credit.
٤- إدارة الدولة Macro- Management:
المؤسسة الرابعة التي يمر بها الفرد بالتوازي مع باقي المؤسسات هي إدارة الدولة التي يعيش فيها، فإدارة الدولة بمؤسساتها يجب أن تكون مؤسسة ذكية وموجهة بشرياً تضع الاستثمار في الموارد البشرية علي رأس الأولويات.
وهكذا فهذا هو الطريق الذي يجب توجيه النظام التعليمي فيه حتي يصبح آلية من آليات تنفيذ الرؤية المستقبلية لمصر، فالنظام التعليمي يجب أن يتم تنميته في إطار إستراتيجي يرتبط برؤية مستقبلية واضحة، وكل هذا يحتاج إلي:
* إدارة إستراتيجية Strategic Management Systerm.
* وضع برامج Programming.
* التركيز علي أهداف Targeting.
* تحديد معايير قياس Measurement.
* تحليل دائم للموقف Continuous Assessment.
إن مصر يجب أن تضيف قيمة إلي العالم عن طريق رفع جودة المنتجات والخدمات التي تقدمها من خلال رفع قيمة الإنسان المصري وبالتالي رفع جودة الحياة وبالتالي رفع قيمة الجنيه المصري، وهذا سوف ينعكس في الميزان التجاري كفائض يعكس الطلب علي القيمة المضافة لمصر.
وبالتالي فإن توجيه النظام التعليمي في الطريق الصحيح يؤدي إلي رفع قيمة الإنسان المصري وبالتالي رفع قيمة المجتمع.
«جودة الحياة من جودة الإنتاج من جودة الإنسان».
نقلا عن المصري اليوم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق