إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 27 سبتمبر 2011

.8.عندما يصبح القديم جديدا عند المنعطف الحالى لمصير ثورة 25 يناير 2011

ربما.. ولكنه ليس مستحيلا على عزيمة أجيال الشباب فى مصر الذين تحدوا المستحيل وجابهوا بعزم وإصرار، أشد الأنظمة التى شهدتها مصر فى تاريخها بطشا وفسادا. فمواجهة المستحيل والإنتصار عليه هى الثقافة الجديدة لشباب مصر. وهى الثقافة المنتصرة لجيل الإنتصار.

بقلم  :
مصطفي حامد (ابو الوليد المصري)
المصدر  :
مافا السياسي (ادب المطاريد)

نشر في تاريخ 15 مايو 2008
مدونة النديم :
مختار محمود "مواطن مصرى "




( 6 )

إستشهدوا .. ولا تنتحروا      

بقلم  :
مصطفي حامد (ابو الوليد المصري)
المصدر  :
مافا السياسي (ادب المطاريد)


تقول إحصائيات عام 2007 أن عدد المصريين الذين حاولوا الإنتحار بلغ 05400
مواطن. ( نجح) منهم 0400 فى تحقيق هدفهم وماتوا، وتم ( إنقاذ) الباقين.

التعبيرات بين قوسين مضللة. فلا الذى نجح قد نجح بالفعل، ولا الذى أنقذوه قد تم إنقاذه بالفعل.

فالذى ( نجح) مات معلنا فشله فى حل مشاكله ، وهاربا منها إلى العالم الآخر. وهو يجهل ما ينتظره هناك ، أو أنه يعلم بأنه سيذهب إلى جهنم ولكنه يتوقع أنها ستكون أهون من جنة النظام الحاكم .

أما الذى (أنقذوه) من الموت ، فلم ينقذوه من مصائب تصبها الحكومة فوق رأسه بلا إنقطاع . ولا يمكن إنقاذه منها بغير إلغاء النظام المستحكم والذى يفرخ كل ثانية مصائب جديدة للوطن والمواطن .

إن الحلول الفردية للمشكلات ، لها تأثير المسكنات الضارة بالصحة . فالمواطن حتى يحل مشاكله الحياتية بشكل فردى عليه أن يسلك واحدا من ثلاثة طرق :

إما أن يهاجر من وطنه بحثا عن الخلاص من مشاكله فيخسر وطنه إلى الأبد .
وإما أن يبقى فى بلده، ولكن يبيع ضميرة حتى يحل مشاكله ، فيخسر نفسه .
وإما أن يبقى فى بلده ويحافظ على ضميره، ويرضى بحياة الإذلال واليأس .
     والصحيح هوأن ينتزع الناس على حقوقهم بأيديهم، وأن لا يعتبروا أن للهدوء والسكينه أى قيمة إذا كانت على حساب الحقوق العادلة ، وإلا أصبحت خنوعا وذلة .

فإذا ساد الظلم والتعدى على الحقوق والحريات فإن الظالم المعتدى يكون هو المتعدى على الهدؤ والسلم الإجتماعى . والذى يلوم المظلوم على ثورته ، يكون شريكا للظالم فى عدوانه ، وليس مشفقا على سلامة الوطن. لأن سلامة الوطن تكون فى نشر العدالة وإحترام الحقوق، وليس فى الرضا بالظلم وتقبيل يد الظالم وإحناء الرأس له.
فلا يمكن القبول بالإذلال والجوع والقهر إلى الأبد ، فذلك مخالف للفطرة الإنسانية وقوانين الطبيعة وحكم الأديان.

إن رقم 05400 منتحر ، ومشروع منتحر، هو رقم كبيرجدا . ولو أن هؤلاء وظفوا تلك التضحية فى خدمة الوطن ، لأنقذوا الوطن وأنقذوا أنفسهم .
لو أن هؤلاء نزلوا إلى الشوارع وتحدوا نظام القمع بهذه الروح الإستشهادية لإنتصروا عليه وأنقذوا أنفسهم وأنقذوا كل مظلوم فى هذا البلد .

أكبر عملية تحدى للنظام كانت فى موقعة المحلة العظمى، وفيها قتلت الأجهزة مع البلطجية عشرة مواطنين فى المتوسط . إذن فهؤلاء المنتحرون يمكنهم خوض أكثر من خمسة آلاف موقعة مثل المحلة العظمى ، بنفس هذا المعدل من الخسائر.

فهل يستطيع النظام الفاسد مهما إمتلك من وحشية ومن بطش أن يقمع شعبا به أكثر من خمسين ألف إستشهادى، وأن يخوض خمسة آلاف موقعة مثل موقعة المحلة العظمى؟؟. نقولها بكل ثقة : إنه لايستطيع ، لاهو ولا كل حماته فى الخارج .

لايستطيعون قهر شعب فيه كل هذا العدد من العظماء الإستشهاديين .
على كل يائس فى مصرـ وما أكثرهم ـ أن يتحول إلى مشروع إستشهادى وينزل للموت فى سبيل نيل حقوقه .
فإن إنتصر فاز بالكرامة ، وإن قتل كان عند الله شهيدا. والفرق كبير بين موت الجبناء المنتحرين وبين شهادة الشجعان المقاتلين .
وقديما نصحنا الأجداد : إحرصوا على الموت توهب لكم الحياة.
                                                              
بقلم  :
مصطفي حامد (ابو الوليد المصري)
المصدر  :
مافا السياسي (ادب المطاريد)

نشر في تاريخ 15 مايو 2008
مدونة النديم :
مختار محمود "مواطن مصرى "




( 7 )

فرصة أخيرة لإنقاذ مصر :     

إما أن يبقى النظام الفاسد ، وتنهار مصر
أو تبقى مصر ، ويسقط النظام الحاكم 
                       
بقلم  :
مصطفي حامد (ابو الوليد المصري)
المصدر  :
مافا السياسي (ادب المطاريد)


قال البعض عن مصر مؤخرا أنها بلد منتهية الصلاحية. ويوشك ذلك الوصف أن يكون صحيحا، وهناك من الدلائل ما يشير إلى ذلك .

بينما قال أحد المثقفين المصريين أن الفساد الذى تشهده مصر حاليا لم يكن له فى تاريخها نظير منذ عهد الفرعون مينا موحد القطرين . وكلامه هذا صحيح كون مصر فى طريقها أيضا إلى التفكك إلى أكثر من قطرين، فالنظام الحاكم يعمل لأجل ذلك ويسوق البلد نحو تلك الهاوية، عن سبق إصرار وترصد .

يدرك النظام المتسلط على هذا الوطن أن القوة الدولية المسيطرة "أمريكا" قد قررت تفكيك مصر لصالح القوة الإقليمية المسيطرة إسرائيل .

النظام لم يقاوم المخطط/ حيث أنه جزء أصيل منه/ لذا شارك بنشاط فى تنفيذ البرنامج بعد إن إعتبره مشروعه الإستثمارى الخاص .

لهذا شكل رأس النظام بركة فساد كبرى عند القمة ، مدت فروعها إلى كافة مناحى الحياة فى مصر طولا وعرضا ، أفقيا ورأسيا، من السياسة والإقتصاد إلى الثقافة والأخلاق، حتى إمتدت إلى قاع المجتمع حيث البلطجية والمجرمين الذين إستخدمهم النظام ضمن مكونات فعالياته المختلفة .

كانت الفرصة الأعظم لأكثر أنظمة الحكم فسادا فى التاريخ أن يستثمر أكبر فرصة وآخر فرصة فى مصر، فرصة سقوط وإندثار أقدم الأوطان فى تاريخ الإنسان .
نقول أنه فساد وتخريب منهجى ولم يكن نشاطا طارئا ظهر بالصدفة .

وقد جرى البرنامج الشيطانى، وما زال ، تحت حماية أجهزة الأمن فى الدولة ، والتى وفرت مظلة قمعية عنيفة للفساد المنظم والنهب الفاجر. من أجل ذلك حظيت أجهزة الأمن بالأفضلية المطلقة من حيث الإعتمادات المالية والعناصر البشرية والإسناد الخارجى ، بالمعدات والتدريب والخبراء.

من أخطر نتائج ذلك، كان النمو السرطانى لأجهزة الأمن كميا ونوعيا وسياسيا. حتى أن الدولة بأكملها صارت رهينه لتلك الأجهزة ، وأصبح النظام بوليسيا بالمعنى الحرفى للكلمة . لدرجة أن تولت الشرطة مهام سيادية كانت تناط بالجيش سابقا، مثل حماية الحدود الدولية مع عدو خارجى خطير مثل إسرائيل .

من أخطر النتائج لنشاط الدولة البوليسية الغاشمة هو كفران المواطن بوطنه وضعف إنتمائه إليه . وذلك مقصود حتى لايشعر المواطن المصرى بمجرد الأسى على إنهيار الوطن أو فقدانه . تماما كما حدث فى العراق عندما قابل شعبه جيوش الإحتلال بالزهور، قبل أن يكتشفوا لاحقا أن المحتل الأمريكى كان أسوأ من أجهزة القمع البعثية .

لهذا يلجأ الناس فى مصر إلى حلول فردية للخلاص من أزماتهم ، وليس حلا  لخلاص الوطن، الأمر الذى لا يمكن أن يتم بدون مجهود جماعى من كل فئات الشعب.
 إذن البحث عن حلول فردية هو توجه يدعمه النظام لأنه يضمن له الإستمرارية ويجنبه مواجة أزمة مصير.

لهذا ما زالت مجهودات الثورة الشعبية التى إنبثقت فى مصر تبحث عن مسارها الخاص المناسب لظروفها الإستثنائية . وتواجة العقبات والصعاب نتيجة نجاح النظام فى تدمير كافة مؤسسات العمل الشعبى الجماعى. بل ونجاح النظام فى زرع اليأس والكفران بالوطن فى نفوس قطاعات كبيرة من الشعب.

 لهذا تأخر التحرك الشعبى كثيرا ولم يبدأ إلا عندما وقفت مصر تماما على حافة الهاوية ، ولم يتبق سوى خطوة واحدة وتسقط البلد فيها ، إما بتحرك واحد من النظام أو بدفعة بسيطة من الخارج .

لقد تحرك الشعب عندما وصلت الأزمة إلى رغيف الخبز نفسة ، رغم أن دواعى التحرك كانت متوافرة منذ سنوات ولأسباب مصيرية خطيرة وملحة .

ولاشك أن التهرب من المواجهة مع النظام وتأجيلها كل تلك السنوات، يجعل المواجهة الحالية أكثر صعوبة. لكن الفوز فيها ليس مستحيلا، كون النظام يحمل الكثير جدا من عوامل التفكك والضعف الداخلى . وقد كشفت المواجهات الأخيرة العديد من تلك النقاط ومازال الكثير منها يتكشف مع الوقت. وبعدها سيتمكن الشعب من تسديد ضربته النهائية بنجاح لأنه يكتشف أيضا بالتدريج ، ويعالج خطوة خطوة ، نقاط القصور والعجز لديه أيضا .

الماء ضربة قاضية
من المهم أن نشير هنا إلى أن أزمة الخبز ليست هى الأسوأ ولن تكون الأخيرة فى برنامج أسياد النظام فى الخارج لتحطيم مصر. الخطوة الأسوأ والتى يجهز لها الأسياد هى حرمان المواطن المصرى من شربة الماء !!.
فالمشيئة الدولية تسعى إلى تجميع مياة النيل فى وعاء ضخم واحد ، تحت إشرافها بالطبع، ثم بيع تلك المياه لمن يدفع أعلى سعر. أى التعامل مع الماء كسلعة دولية إستراتيجية مثل النفط .

بالطبع فإن شعب مصر الذى لا يجد ثمن رغيف العيش لن يستطيع المنافسة فى مزاد الماء، الذى سيذهب إلى المشترين الأقوى فى العالم وعلى رأسهم إسرائيل أولا، ثم دول الغرب فائقة الثروة ثانيا، ثم السعودية ودول النفط الخليجية ثالثا.
عندها ستصبح مصر، التى هى هبة النيل، خارج السباق الرأسمالى الحر على مياه النيل، أى أنها ستصبح خارج التاريخ من أوسع أبوابه.
ولكن أين سيذهب شعب مصر عندما تقسم بلاده إلى عدة ممالك يطحنها الظمأ والبؤس والحروب ؟؟.

الصفوة التى هربت المليارات إلى البنوك الغربية، ستلتحق بأموالها هناك، ومعهم ذريتهم التى تعلمت فى الجامعات الغربية .
 أما أصحاب المهارات والخبرات، فسيذهبون خلف فرص العمل أينما كانت.
ولكن الفقراء ، وهم أغلبية الشعب ، أين سيذهبون ؟؟.

أين نذهب ؟؟
الأغلبية المعدمة لن يفتح لهم أحد أبوابة. فدول النفط الخليجية، التى هى فى وضع المحميات الأمريكية حاليا، ستتحول إلى وضعية المستعمرات الأمريكية الموضوعة تحت السيادة الإسرائيلية ، وبغالبية سكانية غير عربية وغير إسلامية. لهذا لن تفتح أبوابها لفقراء مصر المعدمين، حفاظا على السلم الإجتماعى والتوازن الدينى والديموجرافى . وليبيا النفطية ستحكم هى الأخرى إغلاق أبوابها أمام أفواج الفقر الكثيف الزاحف من أرض الكنانة. لأن ليبيا صحراء ونفط ، والصحراء لن تفيد المصريين والنفط لن تتنازل عنه ليبيا.

 ولن يتبقى إذن سوى السودان الشقيق الذى تآمر عليه النظام المصرى مع إسرائيل والولايات المتحدة ثم تركه يعانى منفردا شتى أنواع المحن .
ولكن ضمن المشيئة المذكورة أعلاه من المفترض أن يصبح السودان مزرعة لخدمة متطلبات الإقتصاد ومتطلبات الرفاهية لسكان أمريكا وإسرائيل ودول الغرب عموما . وسيحصل السودان ( وكذلك مصر ما بعد الإنهيار) على المياة الضرورية لإدارته وفق هذا المنظور فقط .

وسيذهب الفلاحون المصريون إلى السودان للعمل فى هذه المزارع الحديثة التى لن تستخدم منهم سوى الحد الأدنى لأن الآلات الحديثة تؤدى معظم العمل.
 ولكن الدلائل التى تتكشف تدريجيا تشير إلى أن المسرح السودانى يجرى تجهيزة لإستقبال نتائج الإنهيار العظيم فى مصر .

من تلك الدلائل ذهاب الرأسمالية المصرية، أو من يسمون أنفسهم برجال الأعمال، إلى السودان واستئجار مساحات شاسعة من الأرض الزراعية هناك لإستقبال الفلاحين المصريين. ويشيعون أن ذلك من أجل زراعة القمح لحل أزمة الخبز فى مصر!!!.
وهذا كذب مفضوح لأن هؤلاء الغيارى كانوا ضمن ماكينة تصنيع المجاعة فى مصر، بعد أن دمروا الزراعة والصناعة واحتكروا كل شئ وكل السلع.
إذن لماذا ذهب هؤلاء السفاحون إلى السودان ؟؟.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق