إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 27 سبتمبر 2011

.11.عندما يصبح القديم جديدا عند المنعطف الحالى لمصير ثورة 25 يناير 2011

جهاز التكافل الإجتماعى ( التمويل الشعبى للإنتفاضة):

وهو من أهم أجهزة الثورة الشعبية. وهو بمنزلة جهاز الإمداد والتموين فى الجيوش وبالتالى يصعب جدا تصور نجاح إنتفاضة شعبية لا يساندها جهاز التكافل الشعبى .

مهمة هذا الجهاز على سبيل المثال إمداد المعتصمين فى مكان ما، مثل المصانع أو المساجد ، بالطعام أو الدواء. وبالمثل أثناء التحركات الجماهيرية فى الشوارع حيث يحتاج كثيرين إلى طعام وشراب وطعام وربما إسعافات سريعة.

 والأهم من كل ذلك هو إعالة أسر الشهداء والمعتقلين ممن إنقطعت موارد عيشهم ، أو قطع النظام عنهم أبواب العيش الطبيعى .الأثر النفسى لجهاز التكافل الشعبى أكبر بكثير من تأثيره المادى .

      أولا: فهو يشيع قيما إجتماعية راقية إجتهد النظام فى محوها، مثل قيم التكافل الإجتماعى ومفهوم الجسد الواحد للأمة الواحدة. ومفهوم المودة والتراحم والإيثار، والشعور بوحدة الألم ووحدة المصير. والشعور بالإنتماء للجماعة الكبيرة التى هى الشعب كله وإلى وطن محبوب يستحق العيش على ترابه والتضحية من أجله .

    وثانيا: فإن وجود نظام التكافل يعطى الفرد طاقة نضالية كبيرة عندما يشعر أنه ليس وحيدا وأن أسرته سوف تكون موضع رعاية وحماية من عموم الشعب. ذلك إلى أن ياتى النظام الشعبى الجديد كى يكرم ويساند تلك العائلات وهؤلاء الأبطال.
 وأقسى ما يواجة المناضل من مشاعر ليس عدوه المسلح الذى يواجهه فى الميدان، بل خوفه من ضياع أسرته وجوعها وتشردها فى حال إستشهاده أو إعتقاله أو فقد عمله.
وليس هناك ما يمنع من أن نبدأ من الآن فى بناء متدرج وسرى، لجهاز الإمداد والتكافل الإجتماعى . بعيدا عن أعين أجهزة الأمن الذى من الطبيعى أن تعرقل أى مجهود شعبى لا يتم تحت إشرافها. و يمكن أن يبدأ النشاط التكافلى من أصغر نطاق فيه حالات إنسانية لأسر تحتاج الدعم والإسناد .

الخبرات الأمنية المتراكمة لدى أفراد الشعب حاليا والتى هى فى تزايد مع إستمرار العمل المقاوم تكفى لبداية لابأس بها لهذا العمل . وبنفس الطريقة يمكن تمويل باقى نشاطات الإنتفاضة الشعبية ، بملاليم الشوارع وقروش الحى وجنيهات المدينة.
 فقروش الفقراء تصنع أملا وتخلق مستقبلا، تماما كما صنعت ملايين ومليارات الجشعين الخراب و نشرت الرعب واليأس .

الجهاز الإعلامى للإنتفاضة:

تمتلك الحركة الشعبية فى مصر درجة لاباس بها من القدرات الإعلامية الشابة. وأبرزها بالطبع فى مجال الإنترنت الذى يخوضون فيه حاليا وعلى مدار الساعة حربا شرسة مع النظام والجبهة الدولية المساندة له وعلى رأسها إسرائيل وأمريكا وحثالات الإعتدل العربى .

تلك القدرات فى حاجة دوما إلى تطوير تقنى ، مع إدخال كل ماهو ممكن ومتاح من وسائل إتصال أخرى بما فيها الطرق القديمة مثل شرائط الكاسيت والمنشورات المطبوعة ، وحتى الرسائل المنقولة باليد بين الناشطين مع إدخال عنصر التشفير ولو بشكله البسيط . أما إذا كانت المادة المنقولة على أقراص مدمجة فيمكن إستخدام طرق تشفير أكثر تعقيدا تجعل مهمة كلاب الأمن أكثر صعوبه. واضعين فى الإعتبار أن حل الشيفرات ممكن على أى حال .

الجهاز الإعلامى الشعبى يمكن أن يتخصص قطاع منه وظيفيا فى تجميع كل ما هو مفيد للمقاومة وقيادتها من أبحاث وتحليلات ومعلومات وصور، فى كافة المجالات المؤثرة على النشاط الشعبى . هنا يصبح لدينا نواة لجهاز معلومات يمكنه أن يساهم كثيرا فى نجاح الإنتفاضة ، بل يمكنه مواصلة تقديم الدعم بعد النجاح وتحقيق النظام الشعبى الجديد .

إذن تكلمنا فى هذا البحث حول عدة نقاط هى :   
ـ تشكيل جبهة وطنية للمقاومة.  
ـ البدء بإخراج العمل الشعبى الجماعى والسلمى إلى الفضاء المفتوح، عبرالباب المقدس للمسجد .
ـ إنشاء جهاز شعبى للتكافل الإجتماعى لدعم نشاطات المناضلين وإسناد أسرهم .
ـ دعم وتطويرالقدرات التقنية والوظيفية لجهاز الإعلام الشعبى .

إذا وصلنا لدرجة كافية من التطور فى إمتلاك تلك الوساثل وإدارتها بكفاءة عندها يمكن توفير الحماية لرموزنا السياسية التى تختارها الجبهة الوطنية للخروج إلى العلن حتى تقود عملية العبور العظيم بمصر من حالة الخراب والإنتهاك والتردى واليأس، إلى بداية الطريق نحو الحرية والإستقلال والسيادة والمنعة والكرامة الوطنية .


بقلم  :
مصطفي حامد (ابو الوليد المصري)
المصدر  :
مافا السياسي (ادب المطاريد)

نشر في تاريخ 30 مايو 2008
مدونة النديم :
مختار محمود "مواطن مصرى "



( 9 )

ثلاث جمهوريات عسكرية … كفاية    !!!!


بقلم  :
مصطفي حامد (ابو الوليد المصري)
المصدر  :
مافا السياسي (ادب المطاريد)


بدأ الشعب المصرى بالفعل تحركه النشط من أجل إسترداد حقوقه كاملة وحريته تامة من يد البطش والعدوان لنظام الإحتلال بالنيابة، الجاثم على صدورنا منذ عقود طويلة.

وذلك هدف الفوران الحاصل حاليا فى المجتمع المصرى .. لا أكثر ولا أقل.
ذكرنا سابقا أن القبول بترضيات جزئية سيكون عملا إنتحاريا لأن النظام ما أن يهدأ الفوران الشعبى حتى يسترد ما قدمه من ترضيات وتنازلات، ثم يمارس القمع بل الإستئصال لمصادر الخطر على وجوده ، أى التخلص من العناصر الواعية النشطة التى تقاومه .

لا نقول أن الهدف النهائى لهذا التحرك الشعبى الحالى ، واضح عند جميع المشاركين فيه ، وبنفس الدرجة. ولكن يوما بعد يوم تتوحد الرؤية ويتجمع الشعب حول هدف وطنى كبير هو تغيير النظام الحاكم وإعادة جميع السلطات إلى الشعب، عبر برلمانات حرة منتخبة. وهكذا يكون الشعب سيد مصيره ومالك قراراته، ويستعيد بالتالى كامل حقوقه وحريته. 

عندما يصبح هذا الهدف الكبير كامل الوضوح لدى الجميع، ستصبح كافة التضحيات الكبيرة مبررة بل وموضع ترحيب . ويختفى عندها ذلك الشعار الكئيب الذى صاغته أجهزة القمع والقهر، شعار (كفاية .. حرمت). فالمحاربون من أجل أهداف عظيمة يقدمون أيضا التضحيات العظيمة رغم الآلام الرهيبة التى تفوق الإحتمال. فما بالك إذا كان الهدف هو الإنعتاق من ذل والعبودية إلى الكرامة والحرية التى لا معنى للحياة دونها. 

إن تعبئة الناس لتحقيق أهداف صغيرة تعنى أن تضحياتهم فى سبيلها ستكون صغيرة ومحدودة بنفس القدر، وعند الصدمة الأولى سوف يصرخون بشعار الذل والقهر، ومن ثم يستسلمون .

لهذا نقول أن الهدف الوحيد المقبول الآن هو إستبدال النظام الحالى بنظام جديد مناقض له فى كل شئ .

 قلنا فى موضع سابق أن شعب مصر فى سباق مع الزمن، ومالم يأخذ كل شئ الآن فلن يحصل على شئ بعد ذلك أبدا. لأن ذلك الشعب سيتفرق فى الشتات، بلا أرض أو ماء . وما لم تنجح الإنتفاضة الشعبية الحالية فلن يقف هذا الوطن على قدميه بعد ذلك أبدا، بل سيتفكك وينحل، ويصبح ذكرى من الماضى .

وبنهاية الجمهورية العسكرية الثالثة المباركية أصبح من الصعب جدا العودة بالحال المصرى حتى إلى مجرد ما كان عليه فى بدايتها، بغير تضحيات كبيرة ومجهود خارق. أما إذا نكبت مصر بجمهورية عسكرية رابعة، فلن تقف مصر على قدميها ولن يعود لديها أيدى ولا أقدام . ببساطة سيذهب النيل وتصبح مصر بعده من ذكريات التاريخ . وللأسف فإن المواطن المصرى الذى يقاتل ويستشهد أمام طوابين العيش ليس لديه الوقت ولا القدرة لأن يتابع ويستوعب ما يحدث فى السودان ومنابع النيل. وكان الأجدر به أن يكون هناك مراقبا ومشاركا ، بل ومقاتلا عند الضرورة. وكيف يدافع عن ضمانات وجوده الحقيقية فى العمق الإفريقى ومنابع النيل وهو عاجز عن فهم مايجرى تحت ذقنه فى غزة الشهيدة أو حماية نفسه على شواطئ قناة السويس من عدوان الأسطول الأمريكي . بينما رجال إسرائيل الذين يحكمون مصر بقوانين الطوارئ يسلبون من الشعب حتى لقمة العيش ، ويكدسون المليارات فى حساباتهم لقاء بيعهم الوطن بما فيه ومن فيه.

 الأخطار التى تحيق بالإنتفاضة الشعبية حاليا ليس مردها قسوة القمع الأمنى ، وليس بسبب عدم إدراك الغايات المنشودة من الثورة الشعبية. لأن القمع فقد الكثير من هيبته وتجرأ الشعب على مواجهته وتمكن من تحييد معظم أثره النفسى الذى يشل إرادة الفعل لدى المواطن الأعزل. وأهداف الثورة الشعبية تستوعبها بسرعة القوى الفاعلة بين الناس. ولكن الخطر الأكبر الذى يحذر منه الجميع هو غياب القيادة. وهناك إجماع على ضرورة ما يلى :

1 ـ تكوين جبهة ( أو إئتلاف ..أو ..) تضم كل القوى الفاعلة فى الإنتفاضة الشعبية.
2 ـ على هذه الجبهة أن تطرح برنامجا للعمل الوطنى فى الوقت الراهن ، ورؤيتها للنظام القادم .
3 ـ تقدم الجبهة، فى الوقت الملائم، قيادات العمل فى المرحلة الإنتقالية التى تعقب إسقاط النظام .   

إذن الخطوة الأولى لحل جدى لمأزق التحرك الشعبى هو تكوين تلك الجبهة الشعبية .

إحتمالات خطرة:

هناك إحتمالان يهددان سياق الأحداث القادمة. وقد ظهر على إستحياء دعاة ومدافعون عن هذين الإحتمالين، وكلاهما يقطع الطريق على نجاح العمل الشعبى .

الإحتمال الأول:
أن يحدث تغيير من داخل عصابة النظام الحاكم يقوده الجناح العسكرى الإستخبارى. ورمزه الأكبر فى هذه الحالة هو عمر سليمان مدير الإستخبارات العامة الذى يمسك بالجيش بيده اليمنى وأهم أجهزة الإستخبارات بيده اليسرى.
البديل عن ذلك هو أن يحكم الجيش من وراء ستارة جمال مبارك. وفى هذه الحالة يزاح مبارك الكهل بواسطة عمل حازم ، يقوده جمال الإبن وقائد الجيش أو جنرال آخر من الوزن الثقيل .
الجمهورية الجديدة ستكون عسكرية ظاهرا وباطنا، أو باطنا فقط من خلف ستارة رقيقة هى شخصية جمال مبارك التافهة.

الإحتمال الثانى:
أن يتحرك جنرالات الجيش من خارج عصابة النظام بإنقلاب مباشر على نمط إنقلاب يوليو .
 الفارق هو أن أوضاع الجيش والبلد والعالم لا تساعد على وقوع إنقلاب / فى مصر تحديدا/ لايحصل مسبقا على موافقة السفيرين الأمريكى والإسرائيلى فى القاهرة .

إذن لا يوجد سيناريو لدى هؤلاء يخلو من وجود جنرالات الجيش فى صدارة حكم مصر، وذلك هو أشد المحرمات والأخطار على المصالح الوطنية. فبعد ثلاث جمهوريات عسكرية أبرز ميزاتها هو الإستبداد والفشل على مدى أكثر من نصف قرن ، على الجيش أن يتخلى مشكورا عن مهنة الحكم وأن يعود لمهنتة الرسمية التى طال غيابه عنها : مهنة الدفاع عن الوطن وحراسة حدوده وبسط السيادة على كافة أراضيه. يجب أن نقول للجيش كفاية!! أنتم حراس الوطن ولا ينبغى أن تكونوا حكامه .

ونفس الشئ ينبغى أن يقال لأجهزة الأمن والمخابرات: إن مهمتكم هى حراسة أمن المواطن، ولاينبغى أن تكون مهمتكم قهر المواطن وحراسة أمن من سرقوا الوطن وباعوه لأعدائة ، ناهيك عن مقاسمتكم لهم فى المال الحرام المنهوب من الشعب وعوائد عمليات السمسرة التى بيعت فيها ثروات وأرض وأمن مصر.

أجهزة (الدفاع والأمن) مهمتها فقط (الدفاع والأمن) وليس ممارسة الحكم، وإلا فالنتيجة هو ما نراه ونعيشه الآن فى مصر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق