محمد موافي يكتب: خليجي الخميس ,وشهيد الجمعة
في الخليج نفط و شيوخ كثير منهم على علم وفقه ,وأيضا –وهو أمر لا يسوء للمجموع- بهم شيوخ فتنة وأحيانا رعونة ,ولم أكن لأكتب عن هؤلاء لولا مكالمة من مصري بالخليج يؤكد لي أن هذا الشيخ وغيره له أتباع مصريون كثر.,وأحد هؤلاء داعية يسمى عثمان الخميس رأيته مرة فقلت ماشاء الله لحية طويلة وتحسبه مريضا وليس بالرجل من مرض كدليل على الورع وهدوء العلم.,ثم رأيته مؤخرا يفتي لإحدى الجرائد الكويتية ويخوض في أمر الثورة المصرية وشهدائها,فقلت "والله آن لأبي حنيفة أن يمد قدميه",وآن لي أن أسأله:أنت وقعت أم الهوى رماك,وقد أكد الخميس على حرمة الخروج على الحاكم أو التظاهر لعزله، وأن ذلك فساد عظيم، وأن قتلى الثورة المصرية ليسوا شهداء.,وأن الثورة، لم تكن ثورة إسلامية ولكن ثورة من أجل الدنيا، فالثوار لم يخرجوا من أجل تطبيق الشريعة الإسلامية أو من أجل الدين.,ومضى المسكين في حديثه قائلا إن الثوار كانوا يطالبون بحكم ديمقراطي و هذا ليس مسألة دينية، وبالتالي لايجوز أن تلبس تلك الثورة أو غيرها لباسا شرعيا,وأن الثوار تعرضوا للكثير من الظلم والحرمان ولكن ثورتهم تبقى دنيوية وغير شرعية ..وأن هناك حيرة واضطرابا بشأن الراي الشرعي للمظاهرات،وأنه ليست هناك نصوص عن الرسول "صلى الله عليه وسلم"وختم:"خرجوا (الثوار) من أجل الدنيا .. وعليهم بالعافية والله يوفقهم".
وعليك العافية وهداية ربي ومغفرته,وانتهى كلام أخينا-كثر الله خيره وطمأن في العش طيره-وبالطبع هذا الكلام لا يستأهل ردا شرعيا فكلام الخميس مدهون بزبد,لو طلع عليه الجمعة يسيح,ولو التظاهر لم يكن على عهد الأولى سبقوا فاليوتيوب والفيس بوك من البدع العنكبوتية, وبالتالي فلننتظر التواصل عبر الحمام الزاجل,والرسل الراكب منهم والراجل,وأن نشكك-لا سمح الله- في صحة سند قول عمر رضى الله عنه:"بحسب امرئ إذا سيم خسفا أن يقول لا".
وقال المصريون لا وثمانين مليون لا لمبارك,وقبلهم التوانسة,والآن الليبيون والشوام نصرهم الله وأعزهم وأهلك عدوهم المعمم منهم والمؤنث والشيخ المثبط المحدث.
ومن قال لك يا فلتة زمانه وبديع عصره وأوانه أن من قال لا مظلوما وصاح بها فقتل ليس عند الله شهيدا,ولو أن الذين أجازوا المظاهرات استندوا على أحاديث ضعيفة,فعلام استندت أنت,وأليس الأصل في الأمور الإباحة ما لم يرد ما يقيدها ويحرمها,وتعلمنا يا أيها الرجل المرخي عمامته أنه قبل النبش في ضعيف الحديث أن نفتح كتاب الله,فتكتحل أعيننا بقوله تعالى"ونريد أن نمن على الذين استضعفوا"قبل أن نتهم الثورة بأنها لم تلبس لباسا شرعيا وأنها خرجت من أجل الدنيا,وهل تعلم أن من الدنيا التي خرجت لها الثورة هو إخراج المعتقلين المظلومين المسامين سوء العذاب من السجون المظلمة,وهل دنيا كتلك لا تمثل دينا.
بمثلك هذا الشيخ ومثله كثيرون يؤتى المسلمون ويجد لهم أعداؤهم ثغرات يدخلون منها,و ينتهز الظالمون من كلامهم سندا للبطش والغي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق