ونقترح الضوابط التالية فى عمليات الترشيح والإختيار ومدة الرئاسة والإعفاء من منصب رئيس الجمهورية .
الترشيح:
يحق لأى مواطن أن يرشح نفسه لمنصب رئاسة الجمهورية إذا تعدى الخامسة والعشرين من العمر، وكان له سجل أخلاقى نظيف ، ونشاط وطنى مشرف .
الإختيار:
ـ يقدم المرشح طلبه إلى البرلمان الوطنى مرفقا ببرنامجه الإنتخابى .
ـ يجيز البرلمان طلبات الترشيح المستوفية للشروط .
ـ يناقش البرلمان المرشحين المقبولين حول برامجهم الإنتخابية المقترحة .
ـ يصوت المجلس حول البرامج الإنتخابية المقبولة، ويكون أصحابها هم المرشحون لمنصب الرئاسة .
ـ تعرض أسماء المرشحين على مجالس البرلمان فى المحافظات. والمرشح الذى يحصل على أقل من نصف عدد الأصوات الإجمالى لجميع المجالس، يستبعد من السباق . والباقون يعرضون للإنتخاب فى المجالس الأساسية.
ـ يفوز المرشح الذى يحصل على أعلى نسبة أصوات فوق نصف العدد الإجمالى .
وإلا فإن التصويت يعاد بين إثنين من المرشحين الحاصلين على العدد الأكبر من الأصوات.
إعفاء الرئيس:
ـ من حق ثلث عدد أعضاء البرلمان الوطنى التقدم بطلب سحب الثقة من رئيس الجمهورية ( أو طلب محاكمته إذا إرتكب مخالفة دستورية خطيرة عن سبق إصرار). وكذلك إذا تقدم بطلب سحب الثقة ربع عدد أعضاء برلمانات المحافظات أو المراكز، أو تقدم بالطلب خمس عدد أعضاء وحدات البرلمان الأساسية.
ـ يبحث البرلمان الوطنى فى قانونية طلب الإعفاء ويجرى إقتراعا عليه. وإذا أقر أكثر من نصف الأعضاء طلب الإعفاء يصبح الرئيس فى حكم المقال فورا ويتولى رئيس البرلمان منصب الرئاسة إلى أن تجرى إنتخابات جديدة فى غضون شهرين .
مدة الرئاسة:
يتولى رئيس الجمهورية منصبه لمدة سبع سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة لاغير، بعد خوض الرئيس جولة إنتخابات مقابل مرشحين آخرين، بنفس الطريقة السابقة.
وأخيرا:
لا أحد فى مصر يجهل حقيقة أن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
وتغيير ما نحن فيه من إذلال وفقر وفساد، يستدعى بالضرورة تغيير النظام
الحاكم ، الذى هو " أم القيح" لكل تلك المصائب التى قصمت ظهر الشعب.
بقلم :
مصطفي حامد (ابو الوليد المصري)
المصدر :
مافا السياسي (ادب المطاريد)
نشر في تاريخ 29 أبريل 2008
مدونة النديم :
مختار محمود "مواطن مصرى "
( 2 )
قضية للحوار: مصر نحو ثورة ناصعة البياض
بقلم :
مصطفي حامد (ابو الوليد المصري)
المصدر :
مافا السياسي (ادب المطاريد)
تدرج التحرك الشعبى فى مصر، من المطالبات المعيشية والسياسية الخجولة، إلى الإعتصامات والإضرابات الميكروسكوبية على الأرصفة فى حماية مكثفة من قطعان المركزى التى تفوق المتظاهرين عددا وإنفعالا، حتى وصل الأمر ذروته فى الإضراب الوطنى السلمى الذى شمل مصر كلها، أو معظمها فى 6 إبريل الماضى.
ولنا على الموقف الحالى الملاحظات التالية:
من الضرورى إستمرار الضغط على النظام، وتصعيده بعناية، إلى أن تتحقق المطالب التى هى موضع الإجماع الشعبى .
فالخطورة من تراخى الضغط الشعبى، هو أن يتمكن النظام وأجهزته الباطشة من إلتقاط الأنفاس وضرب مفاصل العمل الشعبى الجديد وشل فعاليته، أو إضعافة للدرجة التى يمكن للنظام أن يحتملها بدون خطر على وجوده . فتستمر أوضاع مصر فى الإنحدار بالوتيرة المنتظمة المعتادة.
إذا توقفالفعل الشعبى الإيجابى لفترة أطول من اللازم ، فربما تبخر الحماس وساد اليأس وضعفت الهمم، فيصبح من الصعب النهوض بها إلى المستوى الحالى، وتطويرها أكثر إلى الأمام .
ولعلنا نتذكر أن آخر إنتفاضة شعبية ضد النظام الحالى، كانت فى يناير 1977 فى عهد السادات. ولأسباب معروفة فشلت تلك الإنتفاضة ( ربما أستعيض عنها شعبيا بحادث المنصة الشهير) ولم يتمكن الشعب من إستعادة قدرته على الفعل الجماعى المنظم إلا فى إنتفاضة إبريل 2008 أى بعد ثلاثة عقود من الزمن ( فإذا نجح النظام، لاسمح الله، فى هزيمة هذه الإنتفاضة أيضا، فقد نكون على أعتاب حادث منصة آخر ولكن بإخراج حديث يتناسب مع القرن الحادى والعشرين. وقد يكون الفاعل هذه المرة هم حلفاء النظام من خواجات عادتهم دوما التخلص من كلب الحراسة المريض بآخر جديد ونشيط ).
لهذا وجب الحذر لأن توقف الزخم الشعبى قد يعنى تأجيل الإنتفاضة وعملية التغيير إلى عدة عقود وليس أيام أو أشهر. والأحداث من حولنا لن تمهلنا كل ذلك الوقت، لأن مصر كوطن مستهدفة ومهددة ( من إسرائيل وأمريكا) بالتفكيك والتقسيم .
وما يحدث فى مصر منذ توقيع إتفاقية السلام مع إسرائيل، هو تجهيز متدرج للدولة والشعب لعملية تقسيم . فالتقسيم هو القدر الأمريكى الذى تحاول فرضة على كل دول المنطقة العربية وليس مصر فقط .
التحرك الشعبى الحالى إذا إنحرف صوب العنف الأعمى ، سيكون خير عون لبرنامج الأعداء لإضعاف مصر وتفتيتها. وسوف يرحب النظام الحاكم بذلك الإنحراف ، بل إنه يسعى إليه بالفعل، فالعمل ضد أمن مصر ووجودها هو مهمته الأساسية التى يعمل لها منذ أكثر من ثلاث عقود.
ومن الواضح أن النظام يحاول إستدراج الجمهور إلى المواجهة العنيفة مع قوات أمنه لأنها، كما يتصور، هى نقطة القوة الأكبر لديه. ومن حسن الحظ أن التحرك الشعبى الأخير أثبت أنه يدرك تلك الحقيقة جيدا. وأسلوبه فى إنتفاضة السادس من إبريل كان غاية فى الذكاء والفعالية، حين دعا إلى الإعتصام السلمى فى البيوت، وترك الشوارع خالية لقطعان المركزى التى وقفت مذهولة فى شوارع العاصمة، وبينما البلد معتصمة فى البيوت، وقفت "مفرمة" الأمن عاطلة لا تجد من تسحقة.
لكن النظام نجح فى إفتعال معركة فى المحلة الكبرى . ومن الواضح أنها معركة خطط النظام لها وأعد خطواتها بعناية حيث أن موعد الإضراب فى المحلة كان معلوما سلفا منذ عدة أشهر.
كان لابد للنظام من معركة ساخنة فى مكان ما. لأن مرور إعتصام سلمى على مستوى الجمهورية، بينما الأمن عاجز فى الشوارع بلا حول ولا قوة ، مثل طفل فقد أمه فى يوم المولد ، سيترك أثرا سيئا على نفسيات تلك القطعان الأمنية ، ويعطى رسالة خطيرة للشعب مفادها أن النظام عاجز وأن الثورة البيضاء تأخذ مسارها الصحيح ، وأنها قاب قوسين أو أدنى من النجاح التام وهزيمة النظام .
وعلى جانب آخر، فإن حدوث معركة وسقوط جرحى وقتلى وحوادث تخريب وحرائق، يعطى فرصة للنظام أن يبطش، ليس فقط بجمهور المتظاهرين ، بل أيضا بمجمل الشعب تحت دعاوى مفتعلة مثل "مكافحة الإرهاب" والحفاظ على ما يسميه النظام "الأمن العام" .
ولا ننسى أن الحرب التى شنها الأمن المركزى فى المحلة الكبرى قد خدمت النظام فى تحويل الأنظار، فى الداخل والخارج، عن النجاح الأكبر للإتتفاضة فى أنحاء مصرالتى كانت شوارع مدنها وعاصمتها خالية إلا من بلاهة المركزى التائه .
يدرك الجميع أن موقعة المحلة الكبرى كانت من ترتيب النظام ، الذى إستعان بسلاح البلطجية. وهو يعادل سلاح عصابات الجريمة المنظمة التى يستخدمها أسيادة فى "الديموقرطيات العريقة" فى عملياتهم القذرة داخل وخارج الحدود .
ومعلوم أن عصابات الجريمة المنظمة فى الولايات المتحدة "بلطجية أمريكا"، كانوا الأداة الرئيسية التى إستخدمها الرأسماليون أصحاب الصناعات فى القرن الماضى ، من أجل تحطيم النقابات وإفشال الإضرابات العمالية ، إلى أن تم إحتواء تلك النقابات وتدجينها ضمن منظور ومصالح أصحاب رأس المال .
بل أن المافيا فى أمريكا هى التى إستولت على جزيرة صقلية الإيطالية وأهدتها للجيش الأمريكى فى الحرب العالمية الثانية ، فأنتقل إليها من الشاطئ الإفريقى، راسما لنفسه صورة إعلامية مزورة، كالعادة دوما، كفاتح منتصر.
سلاح البلطجة والإجرام تطور فى أمريكا، والديموقراطيات الغربية العريقة ، إلى أن صار شركات دولية للمجرمين المرتزقة من أمثال "بلاك ووتر" وأخواتها، والتى تعمل الآن فى العراق وأفغانستان ، ودول نفط عربية تشارك أمريكا فى حربها المقدسة على "الإرهاب".
ونظامنا "الديموقراطى!!!!" فى مصر يستخدم سلاح البلطجة أيضا/ ولكن بما يتناسب مع مستواه المتواضع جدا أخلاقيا وفنيا/ فى تزوير الإنتخابات كما فى مقاومة الإضرابات والإنتفاضات.
وهنا نقول أنه إذا لم يتمكن الشعب من إسقاط النظام بعد مقاومة سلبية و بعد سلسلة من الإجراءات من أمثال الإضراب السلمى ، إى بمجرد الإعتكاف فى البيوت فى موعد وطنى متفق عليه، فسيكون من الضرورى فى المرحلة الختامية أن ينزل الشعب إلى الشوارع لإستكمال العصيان المدنى وإقصاء النظام وفرض نظام بديل على أرض الواقع.
هذه النقلة رغم أنها قد تصبح ضرورية فى وقت ما، إلا أنها نقلة صعبة، لأسباب أهمها أنه لايمكن إقناع النظام بالهدوء، وقطعان المركزى بالتعقل وعدم إستخدام العنف ، أو منع "الأمن" من الضرب تحت الحزام وإستخدام سلاح البلطجية فى عمليات إحراق وتخريب وربما جرائم إختطاف و قتل مبرمجة ومخططة بعناية.
عندها سيكون الشعب مجبرا على إتخاذ إجراءات مدروسة لحماية نفسه ووطنه وإنجاح ثورتة وإبقائها بيضاء نظيفة وناصعة.
وحتى لانذهب بعيدا فى "كلام نظرى" نقول:
إن مشاهد "حرب المحلة الكبرى ـ أوعلى الأصح : الحرب الكبرى فى المحلة" تدل على أن الشعب قد أمسك بالفعل بأول الخيط فى ممارسة الأسلوب الصحيح لأحباط هياج قوات القمع المركزى الأحمق، واكتشف محدودية أدائها. فهى قوات تتمتع بالسلبيات التالية:
أ ـ أنها متدنية المعنويات ومتدنية التدريب.
ب ـ ثم أن جنود المركزى هم من أفراد الطبقات الفقيرة ويعانون من نفس مشاكلها التى أدت إلى خروج الفقراء والمطحونين إلى الشوارع ومجابهة الأخطار. وبالتالى فإن هؤلاء الجنود ليسوا على إستعداد لخوض حرب بالغة القسوة وممتدة نسبيا، ضد أهليهم ومواطنيهم . فهم يدركون دوافع خروج الناس إلى الشوارع فى مواجهة نظام هم أدرى الناس بظلمه وطغيانة وعدوانه على حقوق وكرامة الشعب ، ببساطة لأنهم أهم أدواته لأرتكاب معظم تلك الجرائم وهذا لايجعل الجنود فى وضع نفسى مستقر.
ج ـ أقصى ما يمكن لهذه القوات فعله هو " طحن" مظاهرة أو تجمعا مدنيا لا حول له ولا قوة، ولا طموح له سوى إيصال صرخة إستغاثة أو حشرجة ألم لأسماع نظام يتكلم فقط ولكنه لايسمع ولا يرى الشعب من حوله أو ما تصنعه أجهزته من جرائم .
أما إذا تواجد فى الساحة أمام هذه القوات جمهور ضخم ومصمم على تحقيق
مطالبه، فإن الوضع سيختلف تماما، وتنقلب الصورة رأسا على عقب.
فالجماهير فى مدينة كبيرة يمكنهم خلال يومين أو ثلاثة على الأكثر أن يفككوا قوات المركزى التابعة لمحافظة كاملة. وبدون صدامات مباشرة ، سوى التكتيكات البسيطة والتى رأيناها فى "المحلة" كما فى فلسطين وفرنسا وغيرها من الديموقراطيات، مجرد إعادة عبوات الغاز إلى الجنود مرة أخرى، ووضع حواجز تعرقل الإندفاعات الهجومية للأصحاب الدروع والهراوات. والأهم فى كل ذلك هو تكتيكات الكر والفر للمتظاهرين داخل المدينة وحولها. والظهور المفاجئ والإختفاء السريع فى مواقع هامة ومتعددة فى نفس الوقت من خلف القوات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق